responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 177

لمريم و برأ اللّه المرأتين، و لم تأت عائشة بولد، فأفحمه و لم يدر جوابا ا ه من تاريخ الإسلام.

و أحفظ أيضا أن الباقلاني سأله ملك الروم أيضا. قال له: تزعمون أن القمر انشق لنبيكم، فهل للقمر قرابة حتى ترونه دون غيركم؟ فقال: و هل بينكم و بين المائدة إخوة و نسب إذ رأيتموها، و لم ترها اليهود و اليونان و المجوس، الذين أنكروها و هم في جواركم؟

فأفحم و لم يدر جوابا.

و قد ذكر القصة مبسوطة ابن التلمساني في شرح الشفاء قائلا: ذكر بعضهم أن الإمام العالم الأعرف أبا بكر بن الطيب، لما وجهه صاحب الدولة سفيرا إلى ملك الروم، ليظهر به رفعة الإسلام، و بغض النصرانية. و جرت في تلك الوجهة، في القسطنطينية بينه و بين ملكها، مع بطارقته و نبلاء ملته مناظرات و محاورات، منها: أن الملك قال له هذا الذي تدّعونه في معجزات نبيكم من انشقاق القمر، كيف هو عندكم؟ قال: هو صحيح عندنا.

انشق القمر على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) حتى رآه الناس، و إنما رآه من الحضور من اتفق نظره إليه في تلك الحال. فقال الملك: و كيف لم يره جميع الناس؟ قال: الناس لم يكونوا على أهبة و وعد لحضوره. قال. و هذا القمر بينكم و بينه قرابة لأي شي‌ء لم يعرفه الروم و غيرهم من سائر الناس، و إنما رأيتموه أنتم خاصة؟ قال: فهذه المائدة بينكم و بينها نسب، و أنتم رأيتموها دون اليهود و المجوس و البراهمة و اهل الإلحاد و اليونان جيرانكم؛ فإنهم كلهم منكرون لهذا الشأن فتحير الملك و قال في كلامه: سبحان اللّه، و أمر بإحضار فلان القسيس ليكلمني، و قال: نحن لا نطيقه، فلم أشعر إذ جاءوا بالرجل كالدب أشقر الشعر، فقعد و حكيت له المسألة فقال: الذي قال المسلم لازم لا أعرف له جوابا إلا ما ذكره، فقلت:

له: إن الكسوف إذا كان يراه جميع أهل الأرض أم يراه أهل الإقليم الذي في محاذاته؟

فقال: لا يراه إلا من كان في محاذاته. قلت: فما أنكرت من انشقاق القمر كذلك إذا كان من ناحية لا يراه إلا أهل تلك الناحية، و من تأهب للنظر. و أما من أعرض عنه، أو كان في الأمكنة التي لا يرى القمر فيها فلا يراه فقال: هو كما قلت. لا يدفعك عنه دافع. و إنما الكلام في الرواة الذين نقلوا. فأما الطعن في هذه الوجه فليس بصحيح، فقال الملك:

و كيف يطعن في النقلة؟ فقال النصراني: شبه هذا من الآيات إذا صح وجب أن ينقله الجم الغفير، حتى يتصل بنا العلم به، و لو كان كذلك لوقع لنا العلم الضروري به، فلما لم يقع دلّ على أنه أكبر مفتعل باطل، فالتفت الملك إلي و قال: الجواب. فقلت: يلزمه في نزول الملائكة بالمائدة ما لزمني في انشاق القمر. و يقال له: لو كان نزول المائدة صحيحا لوجب أن ينقله العدد الكثير، فلا يبقى يهودي و لا نصراني إلا و يعلم هذا بالضرورة، و لما لم يعلموا ذلك بالضرورة، دل أن الخبر كذب فبهت النصراني و الملك و من ضمه المجلس و انفصل للوطن على هذا ا ه.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست