responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 159

كتب كتابين إلى أهل قريتين فترب أحدهما و لم يترب الآخر فأسلمت القرية التي ترّب كتابها.

و هذا المعنى موجود في المكاتبات و الولايات و غيرهما، لطلب البركة و النجاح في جميع ذلك؛ و لا فرق في ذلك بين أن يكون المكتوب قد جفّ أم لا؛ لأن القصد إنما هو للنجح و البركة. المعنى الثاني: التجفيف لما كتبه بطرح التراب عليه كي لا ينمحي بما يصيبه قبل الجفاف، و هذا المعنى أضعف من الأول. و مقتضاه إذا جفّ الكتاب لا يترب.

و عليه عمل كتاب الزمان، و من هنا يضعون التراب على آخر الكتاب من حيث إنه أقرب عهدا بالكتابة إلى التجفيف بخلاف أول الكتاب، فإنه يكون قد جفّ عند نهاية الكتابة غالبا، لا سيما في الزمن الحار أو مع طول الكتابة و امتداد زمن كتابته. على أن صاحب مواد البيان و غيره من قدماء الكتاب قد صرّحوا بأنه: يستحب وضع التراب على البسملة، ثم يمره الكاتب منها على سائر المكتوب لتعم الكتابة بركة البسملة ا ه [1].

فصل في اصطلاح المكاتيب النبوية [2]

عنون عن هذا الفصل القلقشندي فقال: ذكر ترتيب كتبه (صلى الله عليه و سلم) في الرسائل على سبيل الإجمال. كان (صلى الله عليه و سلم) يفتتح أكثر كتبه بلفظ: (من محمد رسول اللّه) إلى فلان. و ربما افتتحها بلفظ: أما بعد. و ربما افتتحها بلفظ: هذا كتاب. و ربما افتتحها بلفظ: سلم أنت. و كان يصرح في الغالب باسم المكتوب في أول المكاتبات. و ربما اكتفى بشهرته (أي بما اشتهر به كالقيصر و نحوه) فإن كان المكتوب إليه ملكا كتب بعد ذكر اسمه عظيم القوم الفلانيين.

و ربما كتب ملك القوم الفلانيين. و ربما كتب: صاحب مملكة كذا. و كان يعبر عن نفسه (صلى الله عليه و سلم) في أثناء كتبه بلفظ الافراد مثل: إني ولي و جاءني و وفد علي و ما أشبه ذلك. و ربما أتى بلفظ الجمع مثل بلغنا و جاءنا و نحو ذلك، و كان يخاطب المكتوب إليه عند الافراد بكاف الخطاب مثل لك و عليك و تاء المخاطب مثل أنت قلت كذا و كذا و جعلت كذا و عند التثنية بلفظها مثل أنهما و لكما و عليكما. و عند الجمع بلفظة مثل: أنتم و لكم و عليكم و ما أشبه ذلك. و كان يأتي في صدور كتبه بالسلام فيقول في خطاب المسلم: سلام عليك. و ربما قال: السلام على من ابتع الهدى. و ربما أسقط السلام في صدر الكتاب، و كان يأتي في صدور المكاتب بالتحميد بعد السلام فيقول: فإني أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلا هو.

و ربما تركه. و قد يأتي بعد التحميد بالتشهد، و قد لا يأتى به و كان يتخلص في صدر الكتاب إلى المقصود تارة بأما بعد، و تارة بغيرها، و كان يختم كتابه بالسلام تارة فيقول في خطاب‌


[1] و هنا أفاض المؤلف (رحمه الله) في بيان فضيلة تتريب الكتاب و بيان الأحاديث الواردة فيه و نقد رجالها في تسع صفحات تقريبا مما وجدت ضرورة اختصاره و الاكتفاء بما ذكره أعلاه. مصححه.

[2] لقد جمع العلامة الدكتور محمد حميد اللّه جميع المكاتب النبوية تحت عنوان: مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي و الخلافة الراشدة و طبع في بيروت عن دار النفائس طبعة متقنة 1987

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست