نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي جلد : 1 صفحه : 135
إلى الرحبة [1]. و في الإستيعاب ص 297 أن العباس عم النبي (صلى الله عليه و سلم). كان في الجاهلية رئيسا على قريش، و إليه كانت عمارة المسجد الحرام، و لا يقول فيه هجرا يحملهم على عمارته في الخير، لا يستطيعون لذلك امتناعا؛ لأنه كان ملأ قريش اجتمعوا و تعاقدوا على ذلك، فكانوا له أعوانا و سلموا ذلك إليه. ذكر ذلك الزبير و غيره من العلماء بالخبر و النسب».
صاحب الطهور
قال الشبراملسي: قوله صاحب وضوئه؛ لعل المراد أنه كان يباشره في وضوئه؛ إذا توضأ، كان يعاونه بصب الماء عليه إذا احتاج إليه ا ه (أقول) بل أعم من ذلك، فصاحب الطهور و الوضوء: يهيء له الماء لوضوئه و استنجائه، و يحمله له إذا ذهب و أبعد، و يعينه بالصب و نحوه.
ذكر من كان يتولى ذلك لرسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)
«منهم ابن مسعود؛ كان معروفا بكونه صاحب طهور رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) و نعليه، و في مسلم عن أنس قال: كان رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) يتبرز لحاجته، فاتيه بالماء فيغتسل به، و في البخاري عن أنس قال: كان النبي (صلى الله عليه و سلم) إذا خرج لحاجته أجيء أنا و غلام و معه إداوة ماء؛ يعني يستنجي بها، قال ابن الجوزي في كشف المشاكل: إداوة: إناء من جلد كالركوة».
أقول: قوله: أنا و غلام زاد في رواية البخاري: منا أو من الأنصار، و به صرّح الإسماعيلي. و لمسلم: نحوي أي مقارب لي في السن. و الغلام هو المترعرع، قاله أبو عبيد، و في المحكم: من لدن الفطام إلى سبع سنين، و في الأساس: الغلام الصغير إلى حد الالتحاء، فإن قيل له بعده: غلام فمجاز، قيل: الغلام ابن مسعود لقول أبي الدرداء لعلقمة بن قيس: أ ليس فيكم صاحب الطهور؟ يعني ابن مسعود. فيكون أنس سماه غلاما مجازا.
و يكون معنى قوله: منا أي من الصحابة، أو من خدمه (عليه السلام). و قوله في رواية الإسماعيلي: من الأنصار لعلها من تصرف الراوي أو رأى في الرواية منا. فحملها على القبيلة. فرواها على المعنى؛ أو لأن إطلاق الأنصار على جميع الصحابة سائغ، و إن خصه العرف بالأوس و الخزرج لكن يبعده رواية مسلم: غلام نحوي، فوصفه بالصغر، و يحتمل:
أنه أبو هريرة، فعنه كان (صلى الله عليه و سلم): إذا أتى الخلاء أتيته بماء في ركوة، فاستنجى، و يؤيده ما رواه البخاري في قصة الجن عن أبي هريرة: أنه كان يحمل مع النبي (صلى الله عليه و سلم) الإداوة لوضوئه و حاجته، و يكون المراد بقول أنس: نحوي. أي في الحال لقرب عهده بالإسلام. و يحتمل أنه جابر، ففي مسلم أنه (صلى الله عليه و سلم) انطلق لحاجته، فاتبعه جابر بإداوة سيما و جابر أنصاري. و وقع للإسماعيلي في روايته فاتبعته و أنا غلام بتقديم الواو فتكون حالية لكن تعقبها الإسماعيلي بأن الصحيح أنا و غلام بواو العطف انظر الفتح و ترجم في الإصابة لأميمة مولاة رسول اللّه
[1] روى مالك في الموطأ هذا الحديث في كتاب قصر الصلاة في السفر باب 93 ص 175 ج 1.
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي جلد : 1 صفحه : 135