نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي جلد : 1 صفحه : 128
و في البحر [الرائق] من كتب الحنفية: لم تكن في زمنه (عليه السلام) مئذنة ا ه و لما نقله الشمس ابن عابدين في «ردّ المختار» قال إثره: و في شرح إسماعيل عن الأوائل للسيوطي أن الماذن بنيت بأمر معاوية و لم تكن قبل ا ه منه.
قلت: انظر هذا مع ما نقله الزرقاني على المواهب عن الشيخ خليل في التوضيح:
اختلف النقل هل كان يؤذّن بين يدي النبي (صلى الله عليه و سلم) أو على المنار الذي نقله أصحابنا؛ أنه على المنار. نقله عبد الرحمن بن القاسم في المجموعة، و في المرقاة عن ابن القاسم عن مالك:
أن الأذان في زمنه (عليه السلام) كان على المنارة و في المدخل لأبي عبد اللّه بن الحاج:
السنة في أذان الجمعة إذا صعد الإمام على المنبر أن يكون المؤذّن على المنار. كذلك كان في عهد رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) و أبي بكر و عمر ا ه و في المدخل أيضا: المنار عند السلف بناء يبنونه على سطح المسجد ا ه.
تتمة في الدرر المرصعة في صلحاء درعة، نقلا عن كتاب إنارة البصائر في مناقب الشيخ بن ناصر، و حزبه الهداة الأكابر، ما نصه: كان يعني الشيخ سيدي محمد بن ناصر يقتصر يوم الجمعة على مؤذّن واحد و أذان واحد غير الإقامة أسوة برسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) إذ لم يكن أي التعدي في زمنه و لا في زمن أبي بكر (رضي الله عنه) على ما هو الأشهر و صدر من خلافة عثمان، و كان لا يؤذّن في زمنه (عليه السلام) إلا مؤذّن واحد هذا هو الصحيح و المعتمد كما في فتح الباري و الآبي ا ه و لا يعكر عليه ما في المدخل لابن الحاج و كان المؤذّنون ثلاثة يؤذّنون واحدا بعد واحد لقول صاحب عون المعبود على سنن أبي داود إثره: لم أقف على نقل صريح أن المؤذّنين كانوا ثلاثة على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) و كلهم يؤذّنون يوم الجمعة واحدا بعد واحد بل سيجيء أنه لم يكن لرسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) إلا مؤذّن واحد بلال ا ه.
ذكر صاحب الخمرة
«الخمرة هي كالحصير الصغير من سعف النخل يضفر بالسيور و نحوها بقدر الوجه و الكفين و هي أصغر من المصلي، و في المعالم للخطابي: الخمرة السجادة التي يسجد عليها المصلي. روى البخاري عن ميمونة (رضي الله تعالى عنها) قالت: كان النبي (صلى الله عليه و سلم) يصلي على الخمرة. ا ه. و روى مسلم (رحمه الله تعالى)؛ عن عائشة قالت: قال لي رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم):
ناوليني الخمرة من المسجد [1]. و روى النسائي عن ميمونة (رضي الله عنها) قالت: كان رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) يضع رأسه في حجر إحدانا فيتلو القرآن و هي حائض، و تقوم إحدانا بخمرته إلى المسجد فتبسطها و هي حائض. ا ه.»
قلت: أفرد شيخنا الوالد مسألة صلاته (عليه السلام) على الخمرة و الحصير بتأليف فانظره.