responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 123

قبائل من العرب على أمور مخصوصة، فلما نزلت براءة: انكشفت فيها سرائر قوم كانوا يستخفون بغير ما يظهرون، حتى كانت السورة تسمى المبعثرة، فبعث (صلى الله عليه و سلم) بصدرها علي بن أبي طالب، و قال: أخرج بهذه القضية فأذن في الناس يوم النحر: إذا اجتمعوا بمنى إنه لا يدخل الجنة كافر، و لا يحج بعد العام مشرك، و لا يطوف بالبيت عريان. و من كان له عهد عند رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) فهو له إلى مدته، فخرج على ناقته العضباء فلما أدرك أبا بكر بالطريق قال: أمير أو مأمور قال: مأمور و مضيا. فأقام أبو بكر الحج و قام علي يوم النحر بما أمر به، و أجّل الناس أربعة أشهر من يومئذ، ليرجع كل قوم إلى مأمنهم و بلادهم، ثم لا عهد لمشرك و لا ذمة؛ إلا من كان له عهد خاص إلى مدة فهو له إلى مدته، فلم يحج بعد ذلك العام مشرك، و لم يطف عريان، و كان العهد العام أن لا يصدّ أحد يريد البيت عنه و لا يخاف في الأشهر الحرم.

قال القاضي أبو بكر بن العربي عن بعض العلماء: إن النبي (صلى الله عليه و سلم) إنما أرسل عليّا ببراءة لأنها تضمنت نقض العهد الذي كان عقده، فأراد قطع ألسنة العرب بأن يرسل ابن عمه من بيته لينقض العهد؛ حتى لا يبقى لهم متكلم. قال: و هذا بديع ا ه.

و حكي الإمام فخر الدين في تفسيره عن الجاحظ أنه قال في قوله (عليه السلام): «لا يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي» [1]، لا يدل على تفضيل علي على أبي بكر، و إنما عامل العرب بما يتعارفونه بينهم؛ أن السيد الكبير إذا عقد لقوم عهدا، فإنه لا يحل ذلك الأمر إلا رجل من أقاربه المقربين، كأخ أو عم. و قد كان أبو بكر الإمام و الخطيب يومئذ، و علي مؤتما به. انظر ما سيأتي في الكلام على المنادي.

الإمام في صلاة رمضان‌

«في الموطأ عن عائشة أن رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس، ثم صلى في القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا في الليلة الثالثة، أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)، فلما أصبح قال: لم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم ذلك في رمضان. و فيها أيضا أن عمر خرج إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، و يصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني لأراني لو جمعت هؤلاء على قارى‌ء واحد لكان أمثل، فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرج الناس يصلون بصلاة قارئهم. فقال عمر: نعمت البدعة هذه‌ [2]».


[1] الحديث رواه أحمد عن أنس ج 3 ص 283، و نصه عن أنس: بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة قال: ثم دعاه فبعث بها عليا قال: لا يبلغها إلا رجل من أهلي. ص 359 ج 3 من طبعة المكتب الإسلامي.

[2] روى مالك في الموطأ الحديثين في كتاب «الصلاة في رمضان» ص 113- 114.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست