نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 666
أدري ما تقول. فسكت الحسين (عليه السلام). فقال حبيب بن مظاهر للشمر: يا عدو اللّه و عدو رسوله، إني لأظنك تعبد اللّه على سبعين حرفا، و أنا أشهد أنك لا تدري ما يقول، فإن اللّه تبارك و تعالى قد طبع على قلبك.
فقال له الحسين (عليه السلام): حسبك يا أخا بني أسد، فقد قضي القضاء و جفّ القلم و الله بالغ أمره. و الله إني لأشوق إلى جدي و أبي و أمي و أخي و أسلافي، من يعقوب إلى يوسف و أخيه، ولي مصرع أنا لاقيه».
ثم قال الحسين (عليه السلام): فإن كنتم في شكّ من هذا القول، أفتشكّون أني ابن بنت نبيكم؟. فوالله ما بين المشرق و المغرب ابن بنت نبيّ غيري، فيكم و لا في غيركم .. و يحكم أتطلبوني بقتيل فيكم قتلته، أو بمال استهلكته، أو بقصاص من جراحة؟. فأخذوا لا يكلمونه.
ثم نادى: يا شبث بن ربعي و يا حجّار بن أبجر و يا قيس بن الأشعث و يا زيد بن الحارث، ألم تكتبوا إليّ أن اقدم، فقد أينعت الثمار و اخضرّ الجناب، و إنما تقدم على جند لك مجنّدة؟!. فقالوا: لم نفعل. قال (عليه السلام): سبحان اللّه، بلى و الله لقد فعلتم.
(و في رواية تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، ص 262 ط 2 نجف):
«أنه نادى: يا شبث بن ربعي، و يا حجّار بن أبجر، و يا قيس بن الأشعث، و يا زيد بن الحرث، و يا فلان و يا فلان، ألم تكتبوا إليّ؟. فقالوا: ما ندري ما تقول!.
و كان الحر بن يزيد اليربوعي من ساداتهم، فقال له: بلى و الله لقد كاتبناك، و نحن الذين أقدمناك، فأبعد اللّه الباطل و أهله».
ثم قال (عليه السلام): أيها الناس إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن من الأرض. فقال له قيس بن الأشعث: ما ندري ما تقول، و لكن انزل على حكم بني عمك، فإنهم لن يروك إلا ما تحب، و لن يصل إليك منهم مكروه. فقال له الحسين (عليه السلام): أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا و الله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل و لا أفرّ فرار العبيد [1]. (و في رواية: