نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 509
إني لأعلم أو ظنّا كعالمه * * * و الظنّ يصدق أحيانا فينتظم
أن سوف يترككم ما تدّعون بها * * * قتلى تهاداكم العقبان و الرّخم
يا قومنا لا تشبّوا الحرب إذ سكنت * * * و أمسكوا بحبال السلم و اعتصموا
قد غرّت الحرب من قد كان قبلكم * * * من القرون و قد بادت بها الأمم
فأنصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا * * * فربّ ذي بذخ زلّت به القدم
قال الخوارزمي في مقتله، ج 1 ص 219:
و أتى كتاب من يزيد بن معاوية إلى عمرو بن سعيد يأمره فيه أن يقرأه على الموسم، و فيه القصيدة السابقة.
ثم قال: و أتى مثله إلى أهل المدينة؛ من قريش و غيرهم.
قال: فوجّه أهل المدينة بهذه الأبيات إلى الحسين و لم يعلموه أنها من يزيد.
فلما نظرها الحسين علم أنها منه، و كتب إليهم في الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ إِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41) [يونس: 41].
602- جواب ابن عباس ليزيد على كتابه، و نصيحته له:
(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، ص 249 ط 2 نجف)
فكتب ابن عباس ليزيد:
أما بعد، فقد ورد كتابك تذكر فيه لحاق الحسين و ابن الزبير بمكة.
فأما ابن الزبير فرجل منقطع عنا برأيه و هواه، يكاتمنا مع ذلك أضغانا يسرّها في صدره، يوري علينا وري الزّناد، لا فكّ اللّه أسيرها، فارأ في أمره ما أنت راء.
و أما الحسين فإنه لما نزل مكة و ترك حرم جده و منازل آبائه، سألته عن مقدمه، فأخبرني أن عمّالك بالمدينة أساؤوا إليه و عجلوا عليه بالكلام الفاحش، فأقبل إلى حرم اللّه مستجيرا به، و سألقاه فيما أشرت إليه، و لن أدع النصيحة فيما يجمع اللّه به الكلمة، و يطفئ به النائرة [أي الحرب]، و يخمد به الفتنة، و يحقن به دماء الأمة.
فاتقّ اللّه في السرّ و العلانية، و لا تبيتنّ ليلة و أنت تريد لمسلم غائلة، و لا ترصده بمظلمة، و لا تحفر له مهواة. فكم من حافر لغيره حفرا وقع فيه، و كم من مؤمّل أملا لم يؤت أمله. و خذ بحظك من تلاوة القرآن و نشر السنّة، و عليك بالصيام
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 509