نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 455
و كان من الصحابة و ابن رئيس الأنصار، و حضر مع معاوية حرب صفين، و كان من أتباعه).
فخرج من قصر الإمارة مغضبا حتّى دخل المسجد الأعظم، و نادى بالناس فاجتمعوا إليه. فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:
أما بعد يا أهل الكوفة، فاتقوا اللّه ربكم و لا تسارعوا إلى الفتنة و الفرقة، فإن فيها سفك الدماء و قتل الرجال و ذهاب الأموال. و اعلموا أني لست أقاتل إلا من قاتلني، و لا أثب بالقرف و الظنّة و التهمة، غير أنكم أبديتم صفحتكم، و نقضتم بيعتكم، و خالفتم إمامكم. فإن أنتم انتهيتم عن ذلك و رجعتم، و إلا فوالذي لا إله إلا هو، لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي، و لو لم يكن منكم لي ناصر؛ مع أني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يريد الباطل.
فقام إليه (عبد اللّه بن) مسلم بن سعيد الحضرمي (حليف بني أمية) فقال: أيها الأمير أصلحك اللّه (إنه لا يصلح ما ترى إلا الغشم)، إن هذا الّذي أنت عليه من رأيك، إنما هو رأي المستضعفين.
فقال له النعمان: يا هذا لأن أكونن من المستضعفين في طاعة اللّه تعالى أحب إليّ من (أن) أكون من الغاوين في معصية اللّه.
ثم نزل عن المنبر و دخل قصر الإمارة.
514- عيون يزيد يخبرونه بالأمر:
(مقتل الحسين للخوارزمي، ج 1 ص 198)
فكتب عبد اللّه بن مسلم إلى يزيد بن معاوية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. لعبد اللّه يزيد أمير المؤمنين من شيعته من أهل الكوفة:
أما بعد، فإن مسلم بن عقيل قدم الكوفة، و بايعه الشيعة للحسين بن علي، و هم خلق كثير. فإن كان لك حاجة بالكوفة فابعث إليها رجلا قويا ينفذ فيها أمرك، و يعمل فيها كعملك في عدوك، فإن النعمان بن بشير ضعيف أو هو يتضعّف، و السلام.
و كتب إليه أيضا عمارة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، و عمر بن سعد ابن أبي و قاص بمثل ذلك.
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 455