نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 435
486- محاورة الحسين (عليه السلام) مع عبد اللّه بن عمر في مكة بشأن البيعة ليزيد، و نصيحة ابن عمر له:
(المصدر السابق)
فأقبلا جميعا، و قد عزما أن ينصرفا إلى المدينة، حتّى دخلا على الحسين (عليه السلام). فقال عبد اللّه بن عمر:
يا أبا عبد اللّه، اتّق اللّه رحمك اللّه الّذي إليه معادك، فقد عرفت عداوة هذا البيت لكم، و ظلمهم إياكم. و قد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية، و لست آمن أن يميل الناس إليه، لمكان هذه الصفراء و البيضاء، فيقتلونك و يهلك فيك بشر كثير، فإني سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) يقول: «حسين مقتول، فلئن خذلوه و لم ينصروه ليخذلنّهم اللّه إلى يوم القيامة». و أنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس، و تصبر كما صبرت لمعاوية من قبل، فلعل اللّه أن يحكم بينك و بين القوم الظالمين. فقال له الحسين (عليه السلام): يا أبا عبد الرحمن، أنا أبايع يزيد و أدخل في صلحه، و قد قال رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) فيه و في أبيه ما قاله؟!.
487- محاورة الحسين (عليه السلام) مع عبد اللّه بن عباس، و بيان فضله (عليه السلام) و ما فعله به الناس:
(مقتل الحسين للخوارزمي، ج 1 ص 191)
فقال ابن عباس: صدقت يا أبا عبد اللّه، قد قال النبي: «ما لي و ليزيد، لا بارك اللّه في يزيد، فإنه يقتل ولدي و ولد ابنتي الحسين بن علي (عليهما السلام)، فو الذي نفسي بيده لا يقتل ولدي بين ظهراني قوم فلا يمنعونه إلا خالف اللّه بين قلوبهم و ألسنتهم». ثم بكى ابن عباس و بكى معه الحسين (عليه السلام)، ثم قال له: يابن عباس أتعلم أني ابن بنت رسول اللّه؟. فقال: اللّه م نعم، لا نعرف في الدنيا أحدا هو ابن بنت رسول اللّه غيرك، و أنّ نصرك لفرض على هذه الأمة كفريضة الصيام و الزكاة، التي لا تقبل إحداهما دون الأخرى. فقال (عليه السلام): يابن عباس فما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) من وطنه و داره، و موضع قراره و مولده، و حرم رسوله، و مجاورة قبره و مسجده، و موضع مهاجرته، و تركوه خائفا مرعوبا لا يستقر في قرار، و لا يأوي إلى وطن، يريدون بذلك قتله و سفك دمه، و هو لم يشرك بالله شيئا و لا اتخذ دون اللّه وليا، و لم يتغيّر عما كان عليه رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) و خلفاؤه من بعده. فقال ابن عباس: ما أقول فيهم إلا أنهم كفروا بالله و رسوله، لا يأتون الصلاة إلا و هم كسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَ لا إِلى هؤُلاءِ (143) [النساء: 142- 143] فعلى مثل هؤلاء تنزل البطشة الكبرى.
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 435