نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 364
أ و لست قاتل الحضرمي الّذي كتب إليك فيه زياد بن سمية أنه على دين علي كرم اللّه وجهه، فكتبت إليه أن اقتل كلّ من كان على دين علي (عليه السلام)، فقتلهم و مثّل بهم بأمرك؟!.
و قلت فيما قلت: انظر لنفسك و لدينك و لأمة محمّد (صلى الله عليه و آله و سلم) و اتق شقّ عصا هذه الأمة، و أن تردّهم إلى فتنة. و إني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها، و لا أعظم نظرا لنفسي و لديني و لأمة محمّد (صلى الله عليه و آله و سلم) أفضل من أن أجاهدك، فإن فعلت فإنه قربة إلى اللّه، و إن تركته فإني أستغفر اللّه لديني، و أسأله توفيقه لإرشاد أمري.
و قلت فيما قلت: إني إن أنكرك تنكرني، و إن أكدك تكدني، فكدني ما بدا لك، فإني أرجو أن لا يضرني كيدك، و أن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك، لأنك قد ركبت جهلك، و تحرّصت على نقض عهدك، و لعمري ما وفيت بشرط. و لقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح و الأيمان و العهود و المواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا و قتلوا، و لم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا و تعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة أمر، لعلك لو
لم تقتلهم متّ قبل أن يفعلوا، أو ماتوا قبل أن يدركوا. فأبشر يا معاوية بالقصاص و استيقن بالحساب. و اعلم أن لله تعالى كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها، و ليس اللّه بناس لأخذك بالظنّة و قتلك أولياءه على التّهمة، و نفيك لهم أولياءه من دورهم إلى دار الغربة، و أخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث، يشرب الشراب و يلعب بالكلاب. و ما أراك إلا قد خسرت نفسك، و تبّرت دينك، و غششت رعيتك، و أخربت أمانتك، و سمعت مقالة السفيه الجاهل، و أخفت الورع التقي، و السلام.
فقال معاوية: إن أثرنا بأبي عبد اللّه إلا أسدا.
استخلاف معاوية ليزيد
397- عزم معاوية على البيعة ليزيد بعد وفاة الحسن (عليه السلام):
(الاستيعاب لابن عبد البر، ج 1 ص 376)
و كان معاوية قد أشار بالبيعة ليزيد في حياة الحسن (عليه السلام) و عرّض بها، بعد أن
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 364