نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 346
و لم يكن يومئذ على وجه الأرض بناء أحسن و لا أبهى من قبة صخرة بيت المقدس، بحيث أن الناس التهوا بها عن الكعبة و الحج.
369- محاولات بني أمية للحط من قيمة أهل البيت (عليهم السلام):
استخدم الأمويون الذين ساروا على المبدأ (الغاية تبرر الواسطة) كلّ الوسائل للحط من قيمة الإمام علي (عليه السلام) و أهل البيت (عليهم السلام) بعد أن أعطاهم اللّه أعلى مقام محترم في الإسلام، حتّى اعتبر مودتهم أجر الرسالة المحمدية.
و من أبرز هذه الوسائل استخدام أبي هريرة و غيره من الرواة لوضع الأحاديث في الكيد من أهل البيت (عليهم السلام) و نسب فضائل و هميّة لغير أهل البيت (عليهم السلام) نكاية بهم.
و غير خاف تقريع عمر بن الخطاب لأبي هريرة، و ضربه بالدرة لكثرة ما اختلق من الأحاديث، و قال له: لقد أكثرت الحديث يا أبا هرة. و قد روى آلاف الأحاديث، في حين كانت فترة صحبته للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم) لا تتعدى ثلاث سنوات [أسلم أبو هريرة بعد فتح خيبر في آخر سنة 7 ه، هو و عكرمة بن أبي جهل]. و كان من أهل الصفة.
و نعرض فيما يلي بعض هذه الأحاديث الموضوعة و المحاولات المفضوحة:
1- يروي المعتزلة، و هم سنّة معتدلون، أن معاوية كان يدفع الأموال الطائلة لأبي هريرة ليصطنع الأحاديث. من ذلك قوله على لسان النبي (صلى الله عليه و آله و سلم): إن آل أبي طالب ليسوا بأوليائي، إنما أوليائي هم الصالحون.
2- اختلقوا أحاديث في فضل الشيخين، ليس غرضها تعظيمهما بقدر ما غرضها التوهين من منزلة علي (عليه السلام) و أولاده، فكل منقبة تفردّ بها الإمام علي (عليه السلام) وضعوا في مقابلها حديثا لشخص آخر يشاركه بها، حتّى لا يكون هو الوحيد المتصف بها.
فحين قال النبي (صلى الله عليه و آله و سلم): «أنا مدينة العلم و علي بابها». أضافوا إلى الحديث:
و أبو بكر سقفها، و عمر حيطانها، و عثمان أرضها ... (حجر و طين، ج 1 ص 173).
و حين قال النبي (صلى الله عليه و آله و سلم): «الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة». وضعوا الحديث: أبو بكر و عمر سيدا كهول أهل الجنة. علما بأنه في الجنة لا يوجد كهول، بل يحشر كل المؤمنين شبانا.
و في اعتقادي أن هذه الأحاديث كلها من وضع الأمويين للتوهين من أهل البيت
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 346