نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 303
ثم قال الحسين بن روح: فلما أتوا بمثل هذه المعجزات، و عجز الخلق من أممهم عن أن يأتوا بمثله، كان من تقدير اللّه عزّ و جلّ، و لطفه بعباده و حكمته، أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات، في حال غالبين، و في أخرى مغلوبين، و في حال قاهرين، و في حال مقهورين. و لو جعلهم عزّ و جلّ في جميع أحوالهم غالبين و قاهرين، و لم يبتلهم و لم يمتحنهم، لا تخذهم الناس آلهة من دون اللّه عزّ و جلّ، و لما عرف فضل صبرهم على البلاء و المحن و الاختبار.
قال محمّد بن إبراهيم بن اسحق: فعدت إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح من الغد و أنا أقول في نفسي: أتراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه؟. فقال لي: يا محمّد بن إبراهيم، بل ذلك من الأصل، و مسموع من الحجة (صلوات الله عليه).
306- الشهادة أعلى درجات الكرامة:
(رأس الحسين (عليه السلام) لابن تيمية، ص 20 و 21)
و وقع القتل في كربلاء، حتّى أكرم اللّه الحسين (عليه السلام) و من أكرمه من أهل بيته بالشهادة، (رضي الله عنهم) و أرضاهم. و أهان بالبغي و الظلم و العدوان من أهانه، بما انتهكه من حرمتهم، و استحله من دمائهم. و كان ذلك من نعمة اللّه على الحسين (عليه السلام) و كرامته له، لينال منازل الشهداء. حيث لم يحصل له من أول الإسلام من الابتلاء و الامتحان ما حصل لسائر أهل بيته، كجده (صلى الله عليه و آله و سلم) و أبيه و عمه و عم أبيه.
و في صحيح مسلم عنه أنه قال (صلى الله عليه و آله و سلم) يوم غدير خم: أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أعادها ثلاثا.
و إذا كانوا أفضل الخلق، فلا ريب أن أعمالهم أفضل الأعمال.
و لما كان الحسن و الحسين (عليه السلام) سيدي شباب أهل الجنة، و كانا قد ولدا بعد الهجرة في عزّ الإسلام، و لم ينلهما من الأذى و البلاء ما نال سلفهما الطيب، فأكرمهما اللّه بما أكرمهما به من الابتلاء، ليرفع درجاتهما، و ذلك من كرامتهما عليه، لا من هوانهما عنده.
و في المسند و غيره، عن فاطمة بنت الحسين (عليها السلام) عن أبيها الحسين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) أنه قال: «ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته، و إن قدمت،
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 303