نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 291
«من لحق بي منكم استشهد، و من تخلفّ لم يبلغ الفتح» [1].
فإنه (عليه السلام) لم يرد بالفتح إلا ما يترتب على نهضته و تضحيته من نقض دعائم الضلال و كسح أشواك الباطل عن الشريعة المطهرة، و إقامة أركان العدل و التوحيد، و أن الواجب على الأمة القيام في وجه المنكر.
و هذا معنى كلمة الإمام زين العابدين (عليه السلام) لإبراهيم بن طلحة بن عبيد اللّه
لما سأله حين رجوعه إلى المدينة: «من الغالب؟». فقال السجّاد (عليه السلام): إذا دخل وقت الصلاة فأذّن و أقم، تعرف الغالب! [2].
فإنه يشير إلى تحقّق الغاية التي ضحّى سيد الشهداء بنفسه القدسية من أجلها، و فشل يزيد بما سعى له من إطفاء نور اللّه تعالى و محو ذكر أهل البيت (عليهم السلام)، و ما أراده أبوه من نقض مساعي الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) و إمائة الشهادة له بالرسالة، بعد أن كان الواجب على الأمة في أوقات الصلوات الخمس الإعلان بالشهادة لنبي الإسلام، ذلك الّذي هدم صروح الشرك و أبطل عبادة الأوثان. كما وجب على الأمة الصلاة على النبي و على آله الطاهرين في التشهدين، و أن الصلاة عليه بدون الصلاة على آله: بتراء [3].
كما أن العقيلة زينب (عليها السلام) أشارت إلى هذا الفتح بقولها ليزيد: «فكد كيدك، واسع سعيك، و ناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، و لا تميت و حينا، و لا تدرك أمدنا، و لا يرحض عنك عارها و شنارها».
تصريحات الفيلسوف الألماني ماربين
296- أسرار شهادة الحسين (عليه السلام) للفيلسوف الألماني (ماربين):
(ذكرى الحسين للشيخ حبيب آل إبراهيم، ج 8 ص 52)
قال الحكيم الألماني ماربين في كتابه (السياسة الإسلامية) من جملة كلام طويل:
لا يشك صاحب الوجدان إذا دقّق النظر في أوضاع ذاك العصر، و كيفية نجاح بني
[1] كامل الزيارات، ص 75؛ و بصائر الدرجات للصفار، ج 10 ص 141.