responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 282

الحسين (عليه السلام) سرا، و إن لم يتمكن منه بقتله غيلة. ثم إنه دسّ مع الحاج في تلك السنة ثلاثين رجلا من شياطين بني أمية، و أمرهم بقتل الحسين (عليه السلام) على أي حال اتفق. فلما علم الحسين (عليه السلام) بذلك حلّ من إحرام الحج و جعلها عمرة مفردة.

و قد روي بأسانيد معتبرة، أنه (عليه السلام) لما منعه محمّد بن الحنفية عن الخروج‌

إلى الكوفة، قال: «و الله يا أخي لو كنت في جحر هامّة من هوام الأرض، لاستخرجوني منه حتّى يقتلونني». بل الظاهر أنه لو كان يسالمهم و يبايعهم لا يتركونه، لشدة عداوتهم و كثرة و قاحتهم، بل كانوا يغتالونه بكل حيلة و يدفعونه بكل وسيلة. و إنما كانوا يعرضون البيعة عليه أولا لعلمهم بأنه لا يوافقهم في ذلك.

ألا ترى مروان ابن الحكم كيف كان يشير على والي المدينة بقتله قبل عرض البيعة عليه؟. و كان عبيد اللّه بن زياد يقول: اعرضوا عليه فلينزل على أمرنا، ثم نرى فيه رأينا؟.

ألا ترى كيف أمنّوا مسلم بن عقيل، ثم قتلوه؟!.

فأما معاوية فإنه مع شدة عداوته و بغضه لأهل البيت (عليهم السلام) كان ذا دهاء و نكراء و حزم، و كان يعلم أن قتلهم علانية يوجب رجوع الناس عنه و ذهاب ملكه و خروج الناس عليه، فكان يداريهم ظاهرا على كل حال. و لذا صالحه الحسن (عليه السلام) و لم يتعرض له الحسين (عليه السلام). و لذا كان معاوية يوصي ولده اللعين بعدم التعرض للحسين (عليه السلام) لأنه كان يعلم أن ذلك يصير سببا لذهاب دولته (انتهى كلام العلامة المجلسي).

288- لماذا خرج الحسين (عليه السلام) بعياله إلى العراق؟:

(مقتل المقرم ص 125)

ان الكلمة السديدة الناضجة في وجه حمل الحسين عياله إلى العراق مع علمه بما يقدم عليه و من معه على القتل، هو أنه (عليه السلام) لما علم بأن قتلته سوف تذهب ضياعا لو لم يتعقبها لسان ذرب‌ [1] و جنان ثابت، يعرّفان الأمة ضلال ابن ميسون‌

(يزيد) و طغيان ابن مرجانة (ابن زياد)، باعتدائهما على الذرية الطاهرة الثائرة في وجه المنكر، و دحض ما ابتدعاه في الشريعة المقدسة.

و عرف سيد الشهداء (عليه السلام) من حرائر الرسالة (عليه السلام) الصبر على المكاره و ملاقاة


[1] ذرب اللسان: ذو لسان حادّ. و لسان ذرب: أي فصيح.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست