responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 281

ما وجب معه عليه الطلب و الخروج. فلما انعكس ذلك و ظهرت أمارات الغدر فيه و سوء الاتفاق، رام الرجوع و المكافّة و التسليم كما فعل أخوه، فمنع من ذلك و حيل بينه و بينه. فالحالان متفقان، إلا أن التسليم و المكافّة عند ظهور أسباب الخوف لم يقبلا منه، و لم يجب إلى الموادعة، و طلبت نفسه فمنع منها بجهده، حتّى مضى كريما إلى جنة اللّه و رضوانه، و هذا واضح لمتأمله (انتهيكلام السيد المرتضى).

287- تعليق العلامة المجلسي:

(أسرار الشهادة للدربندي، ص 26)

قال المحقق المحدث المجلسي بعد نقل كلام السيد المرتضى:

و قد مضى في كتابه (الإمامة) و كتاب (الفتن) أخبار كثيرة دالة على أن كلا منهم (عليه السلام) كان مأمورا بأمور خاصة، مكتوبة في الصحف السماوية النازلة على الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم)، فهم كانوا يعملون بها. و لا ينبغي قياس الأحكام المتعلقة بهم على أحكامنا. و بعد الاطلاع على أحوال الأنبياء (عليهم السلام) و أن كثيرا منهم كانوا يبعثون فرادى في ألوف من الكفرة، و يسبّون آلهتهم و يدعونهم إلى دينهم، و لا يبالون بما ينالهم من المكاره و الضرب و الحبس و القتل و الإلقاء في النار، و لا ينبغي الاعتراض على أئمة الدين في أمثال ذلك، مع أنه بعد ثبوت عصمتهم بالبراهين و النصوص المتواترة، لا مجال للاعتراض عليهم، بل يجب التسليم لهم في كل ما صدر عنهم.

على أنك لو تأملت حق التأمل علمت أنه (عليه السلام) فدى بنفسه المقدسة دين جده (صلى الله عليه و آله و سلم)، و لم تنزلزل أركان دولة بني أمية إلا بعد شهادته، و لم يظهر للناس كفرهم و ضلالتهم إلا عند فوزه بسعادته. و لو كان يسالمهم و يوادعهم كان يقوى سلطانهم و يشتبه على الناس أمرهم، فتعود بعد حين أعلام الدين طامسة و آثار الهداية مندرسة. مع أنه قد ظهر لك من الأخبار السابقة أنه (عليه السلام) هرب من المدينة خوفا من القتل.

إلى مكة، و كذا خرج من مكة بعد ما غلب على ظنه أنهم يريدون غيلته و قتله، حتّى لم يتيسّر له أن يتمّ حجّه، فتحلل و خرج منها خائفا يترقب. و قد كانوا ضيّقوا عليه جميع الأقطار و لم يتركوا له موضعا للفرار.

و لقد رأيت في بعض الكتب المعتبرة أن يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر عظيم، و ولاه أمر الموسم، و أمّره على الحاج كلهم، و كان قد أوصاه بقبض‌

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست