نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 268
الحق، و أن عليا و أولاده و شيعتهم على الباطل، حتّى جعلوا سبّه من أجزاء صلاة الجمعة، و بلغ الحال ببعضهم أنه نسي اللعن في خطبة الجمعة، فذكره و هو في السفر فقضاه. و بنوا مسجدا سمّوه (مسجد الذكر) ... فلو بايع الحسين يزيد و سلّم الأمر إليه لم يبق من الحق أثر، فإن كثيرا من الناس يعتقد بأن المحالفة لبني أمية دليل استصواب رأيهم و حسن سيرتهم. و أما بعد محاربة الحسين لهم و تعريض نفسه المقدسة و عياله و أطفاله للفوادح التي جرت عليهم، فقد تبيّن لأهل زمانه و الأجيال المتعاقبة أحقيته بالأمر و ضلال من بغى عليه.
و أما [التكليف الظاهري] فلأنه (عليه السلام) سعى في حفظ نفسه و عياله بكل وجه، فلم يتيسّر له و قد ضيّقوا عليه الأقطار، حتّى كتب يزيد إلى عامله على المدينة أن يقتله فيها، فخرج منها خائفا يترقّب، فلاذ بحرم اللّه الّذي هو أمن الخائف و كهف المستجير، فجدّوا في إلقاء القبض عليه أو قتله غيلة و لو وجد متعلقا بأستار الكعبة، فالتزم بأن يجعل إحرامه عمرة مفردة و ترك التمتع بالحج، فتوجه إلى الكوفة لأنهم كاتبوه و بايعوه و أكدوا المصير إليهم لإنقاذهم من شرور الأمويين، فألزمه التكليف بحسب ظاهر الحال إلى موافقتهم إتماما للحجة عليهم، لئلا يعتذروا يوم الحساب بأنهم لجؤوا إليه و استغاثوا به من ظلم الجائرين، فاتّهمهم بالشقاق و لم يغثهم. مع أنه لو لم يرجع إليهم، إلى أين يتوجه و قد ضاقت عليه الأرض بما رحبت؟!. و هو معنى قوله (عليه السلام) لعبد اللّه بن جعفر:
«لو كنت في حجر هامّة من هذه الهوام، لاستخرجوني حتّى يقتلوني».
270- من أسباب نهضة الحسين (عليه السلام) لأحد علماء الأزهر:
(الحسين في طريقه إلى الشهادة للسيد علي بن الحسين الهاشمي ص 12)
قال الأستاذ محمّد عبد الباقي سرور، أحد علماء الأزهر، في كتابه (الثائر الأول في الإسلام) ص 79 ط مصر:
فلو بايع الحسين يزيد الفاسق المستهتر، و الذي أباح الخمر و الزنا، و حطّ بكرامة الخلافة إلى مجالسة الغانيات و عقد حلقات الشراب في مجلس الحكم، و الذي ألبس الكلاب و القرود جلاجل من ذهب، و مئات الألوف من المسلمين صرعى الجوع و الحرمان. لو بايع الحسين يزيد أن يكون خليفة لرسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) على هذا الوضع، لكانت فتيا من الحسين بإباحة هذا للمسلمين. و كان سكوته هذا أيضا على
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 268