نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 267
يزيد، منها نقض معاوية لبنود الصلح بتولية يزيد، و منها مكاتبة أهل العراق للحسين (عليه السلام) يطلبون منه النهوض.
و السؤال الّذي يطرح نفسه بإلحاح، هو مدى تأثير دعوة أهل الكوفة للإمام (عليه السلام) للثورة، و هل إن هذا العامل يعتبر سرّ التحرك الحسيني؟. و ما هي الدوافع الحقيقية من تحرك الإمام (عليه السلام)؟. أهي للشهادة كما صوّرها البعض، باعتبار أنه يعلم مصيره المحتوم؟ أم لإقامة حكومة إسلامية؟.
و للإجابة على هذا السؤال نقول: إن حركة الإمام الحسين (عليه السلام) هي حركة روحية، و حاجة نفسية، كحاجة الإنسان إلى الماء و الغذاء. فلو أن الحسين (عليه السلام) لم يكن عالما بمصيره، لم يكن تحرّكه المندفع من الشعور الذاتي ليتغير عما فعل.
269- الأسباب المباشرة و غير المباشرة لنهضة الحسين (عليه السلام) و ما هو تكليفه الواقعي و الظاهري:
(مقتل الحسين للسيد عبد الرزاق المقرّم ص 197)
قال السيد عبد الرزاق المقرّم بعد عرضه لنصائح الأصحاب:
هذه غاية ما وصل إليه إدراك من رغب في تريّثه (عليه السلام) عن السفر إلى العراق.
و أبو عبد اللّه الحسين (عليه السلام) لم تخف عليه نفسيات الكوفيين و ما شيبت من الغدر و النفاق، و لكن ماذا يصنع بعد إظهارهم الولاء و الانقياد له و الطاعة لأمره، و هل يعذر أمام الأمة في ترك ما يطلبونه من الإرشاد و الانقاذ من مخالب الضلال، و توجيههم إلى الأصلح الّذي يرضي اللّه رب العالمين، مع أنه لم يظهر منهم الشقاق و الخلاف. و اعتذاره (عليه السلام) عن المصير إليهم بما جبلوا عليه من الخيانة كما فعلوا مع أبيه و أخيه، يسبب إثارة اللوم من كل من يبصر ظواهر الأشياء. و الإمام المقيّض لهداية البشر أجلّ من أن يعمل عملا يكون للأمة الحجة عليه. و البلاد التي أشاربها ابن عباس و غيره لا منعة فيها، و ما أجرى بسر بن أرطاة مع أهل اليمن يؤكد و هنهم في المقاومة و الضعف عن ردّ الباغي.
و بهذا يصرّح الشيخ التستري أعلى اللّه مقامه، فإنه يقول: كان للحسين (عليه السلام) تكليفان: واقعي و ظاهري.
أما [التكليف الواقعي] الّذي دعاه للإقدام على الموت و تعريض عياله للأسر و أطفاله للذبح مع علمه بذلك، فالوجه فيه أن عتاة بني أمية قد اعتقدوا أنهم على
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 267