responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 265

الكبير و القلب الجري‌ء، لا يبغي من ورائها النتائج الوقتية الآنيّة، بقدر ما يرمي إلى نتائجها الجسيمة البعيدة المدى.

و بحق لقد كانت شهادة الحسين (عليه السلام) في كربلاء يوم عاشوراء، المشعل الّذي ألهب الثورة في قلوب المسلمين للحفاظ على عقيدتهم و الدفاع عن شريعتهم، بعد ما أظهر (عليه السلام) حقيقة منتحلي الإسلام، من الأعوان و الحكام. فما لبثت الثورات أن تعاقبت تباعا بعد استشهاد الحسين (عليه السلام)، حتّى تقوّض عرش بني أمية في قرن من الزمن، و قد كان مقدّرا له أن يدوم عدة قرون.

1- أسباب نهضة الحسين (عليه السلام)

* مدخل:

لم تكن معركة الحق مع الباطل سهلة بسيطة، بل كانت متشابكة المعالم. و حين استلم عثمان الخلافة طأطأ بنو أمية فرحا، و علموا أن الأمر قد توطّد لهم. و فعلا فإن عثمان- و هو من وجوه بني أمية- قد فعل ما حذّره منه سلفه عمر بن الخطاب، فعزل الولاة الأكفاء، و استبدل بهم ولاة من بني أمية، حتّى صار مروان بن الحكم طريد رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) أمين سرّ الخليفة، يسرح و يمرح.

و لما تولى الخلافة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أصيب بنو أمية بنكسة عارمة، و خافوا أن يفلت الأمر من أيديهم إلى الأبد، فقاموا بقيادة زعيمهم معاوية، الّذي تمركز في الشام، قاموا بإعلان الحرب على الإمام و خلع الطاعة عن خليفة الإسلام. و بما أنه ليس لهم أي سهم و قدم في الإسلام أمام علي (عليه السلام). فحاولوا إيهام الرأي العام بأن عليا (عليه السلام) له ضلع في مقتل عثمان، أو أنه متواطئ مع قتلته لأنه لم يقبض عليهم و يحاكمهم.

و في الواقع إن الّذي قتل عثمان هو معاوية، لأنه منّاه بالمساعدة العسكرية سرّا، حتّى إذا أحيط به أسلمه و تخلّى عنه. أما قتلة عثمان، فإن الأمر لما صار بيد معاوية لم يحاكمهم و لم يقبض عليهم، فما عدا مما بدا!.

و تنفس بنو أمية الصعداء حين اغتيل علي (عليه السلام)، فتنادوا لحرب الإمام الحسن (عليه السلام)، بعد أن فتنوا أصحابه بالأموال، و أفسدوا ضمائرهم بالآمال.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست