responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 264

الجديدة ضد الإسلام، بعد ردّة مسيلمة الكذاب، لم تدم كثيرا بفضل نهضة الحسين (عليه السلام) و إيقاظه ضمائر المسلمين للدفاع عن دينهم و شريعتهم، و نبذ أعداء الإسلام المتبرقعين بلباسه و رسمه. فكانت ثورة كربلاء نقطة الانطلاق إلى ثورات مستمرة لم تسكن حتّى قوّضت عرش الأمويين عام 132 ه. و كما يقول الفيلسوف الألماني (ماربين): «إن الحسين قد أدى الغاية الأساسية من نهضته بأسلوبه الفذّ العبقري، حتّى أن استشهاده قد قصم عمر تلك الدولة العنصرية إلى أقل من مائة عام، بينما كان يتوقع لها أن تعيش أضعاف تلك المدة».

و بعد مناقشة أسباب النهضة و مراميها، نردّ على من زعم أن الحسين (عليه السلام) كان مخطئا في خروجه على يزيد، و أنه بخروجه شقّ عصا المسلمين، و هؤلاء نفسهم لم ينسبوا إلى معاوية هذا الحكم حين شقّ عصا الطاعة فعلا و خرج على إمام زمانه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) و حاربه، و سبّب بذلك تشتت المسلمين و تنازعهم، و بالتالي أضعف الإسلام و المسلمين إلى يوم الدين.

ثم نردّ على من ادّعى أن الحسين (عليه السلام) قد ألقى بنفسه إلى التهلكة، إذ لم يكترث بالنصائح العديدة التي وجّهت إليه. كما نردّ على الذين أنكروا عليه حمله نساءه و أطفاله معه إلى كربلاء.

و كما قال بعضهم: لو قدّر هؤلاء الناصحون الأخطار المحيطة بالإسلام في ذلك المنعطف التاريخي الحاسم، كما قدّرها الحسين (عليه السلام)، لكان الأولى بهم نصرته بالسيف و السنان، عن تقديم النصيحة له بالقول و اللسان.

و ننهي الفصل بلمحة عن «فلسفة الابتلاء». و كيف أن اللّه يبتلي المؤمنين أكثر من الفاسقين و الكافرين، ليعلي من منزلتهم و يجعلهم قدوة و منارا للآخرين.

- الفرق بين الثورة و النهضة:

المقصود من كلمة (النهضة) في هذا الفصل، تلك الحركة المدروسة المخططة التي قام بها الإمام الحسين (عليه السلام)، و التي كان عارفا بمقاصدها و مصمما على خوضها، مهما كلفّه ذلك من إيثار و بذل و تضحيات.

و لم تكن تلك الحركة وليدة الصدفة و الاتفاقات، و لا نتيجة ردود فعل و لا أحقاد، بل كانت خطة مقررة، تسير على خط مرسوم، من أول حركتها إلى آخر أحداثها، تنهج على مبدأ راسخ و رسالة ثابتة. خطة رسمها الإمام العظيم، ذو العقل‌

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست