responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 14

و تغلبّ الحق على الزيف .. في أرض كربلاء، في هجير الصحراء، و قد منعوا حتّى الطفل الرضيع من شربة الماء!.

لقد علّمنا الحسين (عليه السلام) كيف أن الموت الهادف يصنع الحياة، و أن الألم الواعي يهب الحرية و الإباء، و أن حياة الذل و الهوان لا تجتمع مع العقيدة و الإيمان.

و لقد عملت على وضع هذه الموسوعة السنية، و عمدت إلى جعلها حفيّة و فيّة، لتكون لقلب كل حرّ روضة غنيّة، يقطف من دوحتها ثمارا جنيّة، و قطوفا حسنة و حسينية، و ينهل من نبعها الطامي كأسا فاطمية و علوية، فتعود مهجته بها زاكية أبيّة، و ترجع نفسه بولائها راضية مرضيّة.

إن دروس الحسين (عليه السلام) دروس عميقة بالغة الأثر و التأثير، تعلمنا- إضافة لدروس التضحية و البطولة و الفداء- أن ننظر إلى الأمور نظرة بعيدة مديدة، عميقة محيطة مترامية، فيكون جهادنا و فداؤنا قربانا للأجيال المتحدّرة و الأحقاب المتلاحقة، لا أن يكون قربانا عابرا، يستهدف اللحظة الراهنة.

ثم تعلمنا بالاضافة لذلك أن لا يكون إيماننا مجرد إيمان فكريّ نظري لا يستند إلى واقع عملي، و إنما أن يكون واقعا و تطبيقا و دفاعا و تضحية في سبيل المثل الأعلى ..

ثم تعلمنا أن نستهين بالمصاعب و المصائب مهما عظمت، و نمحو من خلدنا فكرة المستحيلات، بما نتسلح به من إرادة قوية مؤمنة و تصميم حازم أكيد.

و ما أظن أن إنسانا في مسرح التاريخ و البطولة، استطاع أو يستطيع أن تكون له مثل هذه الكفاءات العالية، و المواهب الفريدة النادرة- غير الإمام الحسين (عليه السلام)- ليمثل هذا الدور الجوهري الخطير في قيادة حركة الإيمان و إحياء دعوة الإسلام، فيصدّع مسيرة الكفر المتقدمة، و يسحق زحوف النفاق المتفجرة، و يعيد للرسالة المحمدية قدسيتها المفقودة و هيبتها المنهوبة، و قد أوشكت على الإنطفاء شعلتها، و على الغروب مقلتها. فأيقظ النفوس و أهاج الأرواح، لتستبصر واقع أمرها، و تضطلع بالمسؤوليات المترتبة عليها، فتسترخص بالنفس و النفيس في سبيل الحق، و تحمي صرح الكرامة مهما كلّفها ذلك من تضحيات، و تروّي نبتة الفضيلة بدمائها غير عابئة بالموت.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست