responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 13

المقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌ بعد ليل دامس طويل من الجهالة و الظلام، انشقّ الوجود عن فجر صادق مبين، و صبح أبلج منير، يؤذن بولادة خير البرية و الأنام، حاملا مبادئ الحرية و العدالة و الإسلام.

و ظل الفجر الجديد يطارد ذيول الليل المنحسر، حتّى شعشع نوره الأرجاء، و ملأ بلألائه آفاق الأرض و السماء.

و ما أن أفلت شمس ذلك اليوم البشير، حتّى أشرق القمر المنير، تحفّه النجوم المتلألئة كالأزاهير. و لم يطل الأمر حتّى بدأت بقايا الليل المختبئة في الكهوف و الأخاديد، تلملم بعضها بعضا من جديد، و تشحن الفضاء بظلامها المديد. إلى أن طوّقت البدر بسوادها، و لفّعت القمر ببرقعها، معلنة مقتل الإمام أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام).

و حزنت النجوم الزهر على المصاب الكبير، و انقضّ أحدها ليأخذ بثأرها المستطير، فاغتاله الظلام و واراه عن الأنظار، بين غدر الغادرين و خذلان المترددين. فإذا قد قضى نجل المرتضى و فاطمة الزهرا، و سبط النبي المصطفى، الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).

و في غضبة النور على الظلام، توقّد نجم في الجوزاء، حتّى غدا كوكبا درّيّا يفيض بالضياء، فجازت أشعته الهادية كل قلب من الأحياء، و تنوّرت منه الدّنيا بالضوء و السناء. و ما زال متّقدا في أعالي السماء، حتّى كوّرت شعلته الحمراء، و بدأت غرّته تقطر بالدماء، لتسقي الحجر الأصم في الصحراء، و تنبت في القفر أزهار الولاء و الفداء. إنه الإمام الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء.

و يمتزج الألم بالدموع، و الحزن بالخشوع، و الدم يكتب الخلود بالنجيع، و يعيد كل فصل من فصول التاريخ إلى ربيع .. هناك حيث انتصر الدم على السيف،

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست