نام کتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : عبد الله بن سعيد محمد العبادي جلد : 1 صفحه : 122
فيها .. يكون بمقدار بغضه (صلّى اللّه عليه و سلم)، زيادة و نقصا.
- و منها: اتّباعه و الاقتداء به لمن وفّقه اللّه تعالى فيما يمكن به الاقتداء؛ كسخائه و حلمه، و تواضعه، و زهده، و عبادته، و غيرها من مكارم أخلاقه، و شرائف أحواله (صلّى اللّه عليه و سلم)، ...
(فيها)؛ أي: النار (يكون) ذلك (بمقدار بغضه (صلّى اللّه عليه و سلم)؛ زيادة و نقصا)، فمن كان شديد البغض له (صلّى اللّه عليه و سلم)؛ كان السّخط عليه أكثر، و عذابه أوفر، نعوذ باللّه من بغضه؛ و من بغض عباد اللّه الصالحين. و نسأل اللّه أن يميتنا على محبّته، و يحيينا على سنّته، و يحشرنا في زمرته. آمين.
(و منها)؛ أي: من الفوائد المقصودة بجمع شمائله (صلّى اللّه عليه و سلم): (اتّباعه) فيما كان عليه هو و أصحابه، و يشمل ذلك الاعتقادات، و الأقوال و الأفعال، و الأخلاق و الأحوال، (و الاقتداء به) فيها (لمن وفّقه اللّه تعالى). التوفيق: هو خلق قدرة الطاعة في العبد. و لا يكون الاقتداء به (صلّى اللّه عليه و سلم) في كلّ شيء، بل (فيما يمكن به الاقتداء)، لأن أفعاله (صلّى اللّه عليه و سلم) على قسمين:
قسم لا يجوز الاقتداء به فيه، و ذلك كإباحة المكث في المسجد؛ و هو جنب، و كالوصال في الصوم، و كإباحة النظر إلى الأجنبيات، و نكاح أكثر من أربع نسوة، و النكاح بلفظ الهبة، و بلا وليّ و لا شهود. فهذه الأشياء من خصائصه (صلّى اللّه عليه و سلم)، لا يقتدى به فيها.
و قسم يجوز الاقتداء به فيها، بل يندب التأسّي به فيها، و ذلك (كسخائه) (صلّى اللّه عليه و سلم)؛ و هو: سهولة الانفاق، و تجنّب اكتساب ما لا يحمد؛ و هو الجود، (و حلمه)؛ و هو: حالة توقر و ثبات عند الأسباب المحركات، (و تواضعه)؛ أي: هضم النفس في غير منقصة و لا مذلّة، (و زهده)، و هو:
عدم الميل إلى الدنيا، و قلّة المبالاة بوجودها و فقدها؛ اعتمادا على خالقها، (و عبادته) المتعارفة في الشرع؛ من نحو طهارة و صلاة و صيام، (و غيرها من مكارم أخلاقه): أوصافه، (و شرائف أحواله (صلّى اللّه عليه و سلم))؛ كحيائه، و صدقه،
نام کتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : عبد الله بن سعيد محمد العبادي جلد : 1 صفحه : 122