و روي أنّ غلاما له جنى جناية توجب العقاب عليه، فأمر أن يضرب، فقال له: يا مولاي وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ قال: «خلّوا سبيله»، قال يا مولاي وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ، قال: «قد عفوت عنك»، قال: يا مولاي وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ قال: «أنت حرّ لوجه اللّه/ 24/ و لك ضعف ما كنت أعطيك» [1].
و روى أنس (رض) قال: كنت عند الحسين بن عليّ (رضما) فدخلت عليه جارية بيدها طاقة ريحان فحيّته بها فقال لها: «أنت حرّة لوجه اللّه»، فقلت له:
جاءتك هذه بطاقة ريحان لا خطر لها فأعتقتها! فقال: «فقال كذا أدّبنا اللّه تعالى فقال: وَ إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها[2] فكان أحسن منها عتقها» [3].
و خطب (رض) فقال: «إنّ الحلم زينة، و الوفاء مروءة، و الصلة نعمة، و الاستكبار صلف، و العجلة سفه، و السفه ضعف، و الغلوّ ورطة، و مجالسة الدناة شرّ، و مجالسة أهل الفسق ريبة» [4].
- و هذا الحديث لا يمكن حمله على ظاهره لو صحّ سنده لأنّهما ممّن أذهب اللّه عنهما الرجس و طهّرهم تطهيرا، بل لا بدّ من حمله إمّا على تصنع الاختلاف و التظاهر به من باب تعليم الآخرين و تأديبهم و له نظائر في القرآن و الأخبار، أو على اشتباه الراوي.
[1]- و مثله في كشف الغمّة: 2/ 243- 244، و نحوه في الفصول المهمّة: 2/ 769، نثر الدر: 1/ 336، و روي نحو هذا لعليّ بن الحسين (عليهما السلام).
[3]- نحوه في نثر الدر: 1/ 335، كشف الغمّة: 2/ 243، و الفصول المهمّة: 2/ 768، و نسبه ابن شهر آشوب في المناقب: 4/ 21 إلى الحسن (عليه السلام).
[4]- و مثله في نزهة الناظر للحلواني: ص 81، و انظر نثر الدر للآبي: 1/ 334، كشف الغمّة: 2/ 242 و فيه «أهل الدناءة»، و الفصول المهمّة: 2/ 771 و فيه: «و الاستكثار صلف».
و رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 13/ 259 ح 282 من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) قال:-