نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 161
وقال تعالى في بيان مرحلة ما بعد الولادة : ( وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً )[1] .
وهذا الفقر والاحتياج مُلازم للإنسان طوال حياته ، ولذا نجد أنّ الإمام الحسين (عليه السلام)يلهج بالدعاء لبلوغ المرتبة العُليا عند الله فقال : ( إلهي أنا الفقيرُ في غناي فكيف لا أكونُ فقيراً في فقري ) [2] .
وعلى كلّ حال ، فإنّ الشعور بالحاجة يُعدُّ امتيازاً ، إلاّ أنّه لو ابتلى الفرد بالشعور بالحقارة ولم يبادر إلى علاج نفسه ، فإنّ هذا الداء سوف يستفحل ويتحوّل إلى مرض نفسي ، وكما يقول علماء النفس : إنّ هذا المرض سيظهر بالدرجة الأولى على شكل آلام نفسية حادّة وأرَق ، وعدم الشهيّة للطعام وانعقاد اللسان واعتزال الناس والهروب منهم ، والابتلاء بأزمَات عصبية حادّة [3] !
أسبابُ عُقدة الحقارة
قلنا : إنّ الشعور بالحقارة والضَعة إذا لم يتحوّل إلى إدراك لهذا المرض ، ولم يتمَّ وضعهُ في المسار الصحيح ، فسوف يتحوّل إلى عُقدة ويصبح مرضاً مزمناً وخطيراً .
فالإنسان منذ طفولته يحتاج إلى أمّه في الرضاعة والنظافة ، وما بعد تلك المرحلة يحتاج إلى دخول المدرسة والمجتمع ، ويواجه مَشاهِد تؤدّي إلى تحويل شعوره بالحقارة إلى عُقدة الحقارة ، ويرى علماء النفس أنّ مجموع العِلل ـ التي تكون منشأ لظهور عُقدة الحقارة ـ يمكن تلخيصها في خمسة موارد :
1 ـ وجود عاهة جسدية : كالبُثور في الوجه ، أو حول العين ، وقصر القامة عن المستوى الطبيعي وما إلى ذلك .