نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 145
فقد رويَ عن أبي خالد الكابلي قال : رأيتُ أبا جعفر صاحب الطاق وهو قاعد في الروضة ، قد قطعَ أهل المدينة إزاره وهو دائب يجيبهم ويسألونه .
وذات مرّة كان محمّد عائداً إلى المدينة من سفرة تبليغية قضاها في البصرة ، فقال لهُ الإمام الصادق (عليه السلام): ( كيف رأيتَ مُسارعة الناس في هذا الأمر ودخولهم فيه ؟ فقال : والله إنّهم لقليل ، فقال (عليه السلام): عليك بالأحداث ؛ فإنّهم أسرع إلى كلّ خير ) [1] .
أجل ، إنّ مثل هذه الأرضية الروحية الملائمة التي تنشأ من الفطرة الطاهرة ، توجِد ظروفاً مؤاتية في الشباب ، وتَجعلهم على استعداد لتقبّل الأحكام الإلهيّة والإيمان بالعقائد الحقّة .
ومن هنا وردَ عن أبي عبد الله (عليه السلام)أنّهُ قال : ( مَن قرأ القرآن وهو شابّ مؤمن ، اختلطَ القرآن بلحمه ودَمه ) [2] .
ولأجل هذه الأرضية المساعِدة وللحيلولة دون الجهل بأحكام الدين الذي يؤدّي إلى الضياع ، قال الإمام الباقر (عليه السلام): ( لو أُتيت بشابٍ من شباب الشيعة لا يتفقّه في الدين ، لأوجَعتهُ ) [3] .
وفي بيان الأثر العميق الذي يتركهُ التعلّم في عهد الشباب قال النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن تَعلّم في شبابه كان بمنزلة الرسم في الحَجر ، ومَن تَعلّم وهو كبير كان بمنزلة الكتابة على وجه الماء ) [4] .
أجل ، إنّنا إذا التفتنا إلى التعاليم السماوية عَبر التاريخ ، وعلى الخصوص الدين الإسلامي الحنيف ، لوجدنا ما في الفطرة الطاهرة الموجودة عند الشباب من طاقات جبّارة جَعلت منهم قدوة تُحتذى ، وإليك فيما يلي نماذج من هؤلاء الشباب على سبيل المثال دون الحصر :