إنّ النشاط والعُنفوان والحيوّية والسعي والقدرة وصفاء القلب ورقّته ، وحُبّ التطلّع والفضيلة والتأسّي ، من الصفات التي يتحلّى بها الإنسان في مرحلة الشباب .
وقد استرعت هذه الصفات الروحية والأخلاقية اهتمام أئمّة الإسلام (عليهم السلام)، بوصفها سلسلة تُمهّد الأرضية لاستجابة الشباب وتلبية حاجاتهم العاطفية والعقلية ، ونودّ أن نشير هنا إلى نموذجين لذلك :
الأوّل : قال الإمام الباقر (عليه السلام): ( إنّ عليّاً (عليه السلام)أتى سوق البزّازين ، فوقفَ على غلام فأخذَ ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم ، والآخر بدرهمين ، وقال لخادمه : يا قنبر ، خذ الذي بثلاث ، فقال : أنتَ أولى به ، تَصعد المنبر وتَخطب الناس ، فقال (عليه السلام): وأنت شابٌّ ولك شَرَه الشباب ، وأنا أستحي من ربّي أن أتفضّل عليك ، سمعتُ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : ألبِسوهم ممّا تَلبسون ، وأطعِموهم ممّا تأكلون ) [1] .
الثاني : كان محمّد بن علي النعمان الكوفي ، يُلقّب بـ( مؤمن الطاق ) و( الأحول ) ، وكان كثير العلم حَسن الخاطر ، وكان دكّانه في طاق المحامل بالكوفة يُرجع إليه في النقد ، وكان برغم ذلك دائباً في طلب العلم ،