responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 548

تعالى منتصر لأهل هذا البيت و لو بعد حين.

و قال الحسين (عليه السلام): و اللّه لو لا عهد الحسن إليّ بحقن الدماء و أن لا أهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف اللّه منكم مأخذها و قد نقضتم العهد بيننا و بينكم، و أبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا، و مضوا بالحسن (عليه السلام) فدفنوه بالبقيع عند جدّته فاطمة بنت أسد بن هاشم رضي اللّه عنها.

قلت: في هذا الفصل موضعان يجب أن تحقّق، فإنّه قد تقدّم أنّ سعيد بن العاص صلّى على الحسن لأنّه كان واليا يومئذ على المدينة و في هذا الموضوع ذكر أنّ مروان خرج ليمنع من دفنه، فلعلّه لم يكن أميرا ليكون جمعا بين الأمرين.

و الموضع الثاني: إنّي نقلت أنّ عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنه كان بدمشق و أخبره معاوية بموت الحسن (عليه السلام) و جرى بينهما كلام أغلظ فيه ابن عباس و قال له: أصبحت سيّد قومك؟ قال: أمّا و الحسين بن علي حيّ فلا، و قد أورد هاهنا أنّه حدث مروان و عائشة و قال لهما ما ذكرناه فيجب أن تحقّق و لا يجوز أن يكون القائل غير عبد اللّه فإنّ ابن عباس إذ أورد هكذا لم يرد به إلّا عبد اللّه.

و روى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي رحمه اللّه قال: لمّا حضرت الحسن الوفاة جعل يسترجع، فأكبّ عليه ابنه عبد اللّه فقال: يا أبة هل رأيت شيئا فقد غممتنا؟

فقال: أي بني هي و اللّه نفسي التي لم أصب بمثلها.

و قال: إنّه لمّا نزل بالحسن بن علي (عليه السلام) الموت فقال: أخرجوا فراشي إلى صحن الدار فأخرج فقال: اللهمّ إنّي أحتسب نفسي عندك فإنّي لم أصب بمثلها.

و روي أنّه قال: لمّا حضرت الحسن بن علي (عليهما السلام) الوفاة كأنّه جزع عند الموت، فقال له الحسين (عليه السلام) كأنّه يعزّيه: يا أخي ما هذا الجزع؟! إنّك ترد على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و علي (عليه السلام) و هما أبواك، و على خديجة و فاطمة و هما أمّاك، و على القاسم و الطاهر و هما خالاك، و على حمزة و جعفر و هما عمّاك، فقال له الحسن (عليه السلام): أي أخي إنّي أدخل في أمر من أمر اللّه لم أدخل في مثله و أرى خلقا من خلق اللّه لم أر مثله قط، قال: فبكى الحسين (عليه السلام).

قلت: مناقب الحسن (عليه السلام) و مزاياه، و صفات شرفه و سجاياه، و ما اجتمع فيه من الفضائل، و خصّ به من المآثر التي فاق بها على الأواخر و الأوائل، لا يقوم بإثباتها البنان، و لا ينهض بذكرها اللسان، لأنّه أرفع مكانة و محلّا، و أوفى شرفا و نبلا، و أزكى‌

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 548
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست