responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 547

و روى عبد اللّه بن إبراهيم عن زياد المخارقي قال: لمّا حضرت الحسن (عليه السلام) الوفاة استدعى الحسين بن علي (عليهما السلام) فقال له: يا أخي إنّي مفارقك و لاحق بربّي عزّ و جلّ، و قد سقيت السمّ و رميت بكبدي في الطست، و إنّي لعارف بمن سقاني السمّ و من أين دهيت، و أنا أخاصمه إلى اللّه عزّ و جلّ، فبحقّي عليك إن تكلّمت في ذلك بشي‌ء، فإذا قضيت نحبي فغمّضني و غسّلني و كفني و احملني على سريري إلى قبر جدّي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) لأجدّد به عهدا ثمّ ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة رحمة اللّه عليها فادفنّي هناك، و ستعلم يا بن أم إنّ القوم يظنّون إنّكم تريدون دفني عند جدّي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فيجلبون في منعكم من ذلك، و باللّه أقسم عليكم أن تهريق في أمري محجمة دم (1)، ثمّ وصّى إليه (عليهما السلام) بأهله و ولده و تركاته، و ما كان وصّى به إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) حين استخلفه و أهّله لمقامه، و دلّ شيعته على استخلافه و نصبه لهم علما من بعده، فلمّا مضى (عليه السلام) لسبيله غسله الحسين (عليه السلام) و كفنه و حمله على سريره فلم يشك مروان و من معه من بني أميّة أنّهم سيدفنونه عند جدّه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فتجمّعوا له و لبسوا السلاح، فلمّا توجّه الحسين به إلى قبر جدّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ليجدّد به عهدا أقبلوا إليهم في جمعهم و لحقتهم عائشة على بغل و هي تقول: مالي و مالكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب؟ و جعل مروان يقول: يا رب هيجا هي خير من دعة (2)، أ يدفن عثمان في أقصى المدينة و يدفن الحسن مع النبي؟ لا يكون ذلك أبدا و أنا أحمل السيف، و كادت الفتنة تقع بين بني هاشم و بني أميّة.

فبادر ابن عباس إلى مروان فقال له: ارجع يا مروان من حيث جئت فإنّا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، لكنّا نريد أن نجدّد به عهدا و بزيارته ثمّ نردّه إلى جدّته فاطمة رحمة اللّه عليها فندفنه بوصيّته عندها، و لو كان وصّى بدفنه مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) لعلمت أنّك أقصر باعا من ردّنا عن ذلك، و لكنّه كان أعلم باللّه و برسوله و بحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره، و دخل بيته بغير إذنه، ثمّ أقبل على عائشة و قال: وا سوأتاه يوما على بغل و يوما على جمل، تريدين أن تطفئي نور اللّه و تقاتلي أولياء اللّه، ارجعي فقد كفيت الذي تخافين و بلغت ما تحبّين، و اللّه‌


(1) المحجمة: قارورة الدم و هي التي يقال لها كأس الحجامة.

(2) الهيجا: الحرب. و الدعة- اسم من الوداعة-: الراحة و الخفض.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 547
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست