responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 525

كثيرا ما يتمثّل و يقول:

يا أهل لذّات الدنيا لا بقاء لها * * * إنّ اغترارا بظلّ زائل حمق‌

و روى ابن عائشة قال: دخل رجل من أهل الشام المدينة فرأى رجلا راكبا بغلة حسنة، قال: لم أر أحسن منه، فمال قلبي إليه، فسألت عنه، فقيل لي: إنّه للحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فامتلأ قلبي غيظا و حنقا و حسدا أن يكون لعلي (عليه السلام) ولد مثله، فقمت إليه فقلت: أنت ابن علي بن أبي طالب؟ فقال: أنا ابنه، فقلت: أنت ابن من و من و من؟ و جعلت اشتمه و أنال منه و من أبيه، و هو ساكت حتّى استحييت منه، فلمّا انقضى كلامي ضحك و قال: أحسبك غريبا شاميا؟ فقلت: أجل، فقال: فمل معي إن احتجت إلى منزل أنزلناك، و إلى مال أرفدناك (4)، و إلى حاجة عاونّاك، فاستحييت منه و عجبت من كرم أخلاقه فانصرفت و قد صرت أحبّه ما لا أحبّ أحدا غيره.

تنبيه من غفلة و إيقاظ من غفوة

منار مبرّات الاجواد، و آثار مقامات الأمجاد، يتفاوت مقدارها بين العباد بحسب أقطار أقدارها في الاعتقاد، و قد جاد الحسن (عليه السلام) بما لم تجد بمثله نفس جواد، و تكرّم بما يبخل به كلّ ذي كرم و إرفاد، فإنّه لا رتبة أعظم من الخلافة، و لا أعلى من مقامها، و لا حكم لملك في الملّة الإسلاميّة إلّا و هو مستفاد من أحكامها، و لا ذو إيالة و لا ولاية إلّا و هو منقاد ببرّة زمامها، واقف في قضايا تصرّفاتها بين نقضها و إبرامها، فهي المنصب الأعلى و المنتصب لها صاحب الدنيا، فالأمر و النهي متّصل بأسبابه، و الجاه و المال محصل من أبوابه، و النباهة و الشهرة يستفاد من اقترابه، و التقدّم و التأخّر يرتاد من ارضائه و إغضابه، و هو خليفة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) في أمّته لإقامة أحكامه و آدابه.

و كان الحسن (عليه السلام) قد تقلّد بعقد انعقادها، و استبدّ بعقد إيجادها، و ارتدى بمفوف أبرادها (5)، و بايعته ألوف لا تفرّ يوم جلادها، و تابعته سيوف لا تقرّ في أغمادها، و شايعته من قبايل القبائل نفوس أسادها، و اشتملت جريدة جيشه على‌


(1) عزف نفسه عن الشي‌ء: زهدت فيه و ملته.

(2) أرفده: أعطاه.

(3) برد مفوف: رقيق.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 525
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست