responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 524

ويحك أ تذبحين شاتي لأقوام لا تعرفينهم ثمّ تقولين نفر من قريش، ثمّ بعد مدّة ألجأتهم الحاجة إلى دخول المدينة، فدخلاها و جعلا ينقلان البعر إليها و يبيعانه و يعيشان منه، فمرّت العجوز في بعض سكك المدينة فإذا الحسن (عليه السلام) على باب داره جالس، فعرف العجوز و هي له منكرة، فبعث غلامه فردّها فقال لها: يا أمة اللّه، أ تعرفينني؟ قالت: لا، قال: أنا ضيفك يوم كذا و كذا، فقالت العجوز: بأبي أنت و أمّي (لست أعرفك، فقال: فإن لم تعرفيني فأنا أعرفك) فأمر الحسن (عليه السلام) فاشترى لها من شاة الصدقة ألف شاة، و أمر لها بألف دينار، و بعث بها مع غلامه إلى أخيه الحسين (عليه السلام)، فقال: بكم وصلك أخي الحسن؟ فقالت: بألف شاة و ألف دينار، فأمر لها بمثل ذلك، ثمّ بعث بها مع غلام إلى عبد اللّه بن جعفر (عليه السلام) فقال: بكم وصلك الحسن و الحسين (عليهما السلام)؟

فقالت: بألفي دينار و ألفي شاة، فأمر لها عبد اللّه بألفي دينار و ألفي شاة، و قال: لو بدأت بي لأتعبتهما، فرجعت العجوز إلى زوجها بذلك.

قلت: هذه القصة مشهورة، و في دواوين جودهم مسطورة، و عنهم (عليهم السلام) مأثورة، و كنت نقلتها على غير هذه الرواية، و أنّه كان معهم رجل آخر من أهل المدينة و أنّها أتت عبد اللّه بن جعفر فقال: ابدئي بسيّديّ الحسن و الحسين، فأتت الحسن فأمر لها بمائة بعير، و أعطاها الحسين ألف شاة، فعادت إلى عبد اللّه بن جعفر فسألها فأخبرته فقال: كفاني سيّداي أمر الإبل و الشاة، و أمر لها بمائة ألف درهم، و قصدت المدني الذي كان معهم، فقال لها: أنا لا أجاري أولئك الأجواد في مدى، و لا أبلغ عشر عشيرهم في الندي، و لكن أعطيتك شيئا من دقيق و زبيب، فأخذت و انصرفت.

رجع الكلام إلى ابن طلحة رحمه اللّه.

قال:

و روي عن ابن سيرين قال: تزوّج الحسن امرأة فأرسل إليها بمائة جارية مع كلّ جارية ألف درهم.

قال: إشارة عزيزة، و عبارة وجيزة، كلّ من علم أنّ الدنيا غرور، و التمتّع بها غرور (1)، و امسكاها محذور، و من اغترّ بها يجور، فإنّه يجود ببذلها و لا ترغب نفسه في وصلها، و قد كان الحسن (عليه السلام) عارفا بختلها (2)، عازفا عن الركون إلى أهلها (3)، و كان‌


(1) الغرور- بالفتح- ما غرك و خدعك و صفة غالبة للدنيا، و الغرور- بالضم- ما اغتر به من متاع الدنيا.

(2) الختل: الخدعة.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 524
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست