نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 410
ذاك؟ قال: قتل علي بن أبي طالب، قال: ثكلتك أمّك لقد جئت شيئا إدّا (1)، كيف تقدر على ذلك؟ قال: أكمن له في المسجد، فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه، فإن نجونا شفيت أنفسنا و أدركنا ثارنا، و إن قتلنا فما عند اللّه خير من الدنيا، فقال له: و يحك لو كان غير علي كان أهون عليّ، قد عرفت بلاءه في الإسلام، و سابقته مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و ما أجدني أنشرح لهذا، قال: أ لم تعلم أنّه قتل أهل النهر العباد المصلّين؟ قال: بلى، قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا.
فأجابه، فجاؤوا حتّى دخلوا على قطام و هي في المسجد الأعظم معتكفة فيه، فقالوا لها: قد أجمع رأينا على قتل علي بن أبي طالب، قالت: فإذا أردتم ذلك فأتوني ثمّ عادوا ليلة الجمعة التي قتل علي في صبيحتها سنة أربعين، فقال: هذه الليلة التي وعدت فيها صاحبيّ أن يقتل كلّ واحد منّا صاحبه، فأخذوا أسيافهم و جلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي، فلمّا خرج شدّ عليه شبيب فضربه بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو بالطاق و ضربه ابن ملجم بالسيف و هرب وردان، فدخل منزله و دخل عليه رجل من بني أميّة و رأى سيفه فسأله فعرفه فقتله، و خرج شبيب نحو أبواب كندة فلقيه رجل من حضر موت و في يد شبيب السيف فقبض عليه الحضرمي و أخذ سيفه، فلمّا رأى الناس قد أقبلوا في طلبه و سيف شبيب في يده خاف على نفسه فتركه، فنجا في غمار الناس (2).
فشدّوا على ابن ملجم فأخذوه و شدّ عليه رجل من همدان فضرب رجله فصرعه، و تحامل علي (عليه السلام)(3) فصلّى بالناس الغداة، و قال عليّ بالرجل، فأدخل عليه، فقال: أي عدوّ اللّه أ لم أحسن إليك؟ قال: بلى، قال: فما حملك على هذا، قال:
شحذته (4) أربعين صباحا و سألت اللّه أن يقتل به شرّ خلقه، قال علي: فلا أراك إلّا مقتولا به و ما أراك إلّا من شرّ خلق اللّه عزّ و جلّ.
فذكروا أنّ محمّد بن حنيف قال: و اللّه إنّي لاصلّي تلك الليلة في رجال كثير من المصر قريبا من السدة من أوّل الليل إلى آخره، إذ خرج عليّ لصلاة الغداة فجعل ينادي