نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 411
أيّها الناس الصلاة الصلاة، فنظرت إلى بريق السيوف و سمعت قائلا يقول: الحكم للّه لا لك يا علي و لا لأصحابك، فرأيت سيفا ثمّ رأيت ثانيا و سمعت عليّا يقول: لا يفوتنّكم الرجل، و شدّ عليه الناس من كلّ جانب فلم أبرح حتّى أخذ و أدخل على عليّ، فدخلت فسمعت عليّا يقول: النفس بالنفس فإن هلكت فاقتلوه كما قتلني، فإن بقيت رأيت فيه رأيي.
و دخل الناس على الحسن فزعين و ابن ملجم مكتوف بين يديه، فنادت أم كلثوم بنت علي: أي عدو اللّه إنّه لا بأس على أمير المؤمنين و اللّه مخزيك، فقال لعنه اللّه:
على ما تبكين إذا؟ و اللّه لقد اشتريته بالف و سممته بألف، و لو كانت هذه الضربة بجميع أهل المصر ما بقي منهم أحد.
قال: و دعا عليّ حسنا و حسينا (عليهما السلام) فقال: أوصيكما بتقوى اللّه و لا تبغيا الدنيا و إن بغتكما، و لا تبكيا على شيء زوي عنكما (1)، و قولا بالحق، و ارحما اليتيم، و أعينا الضائع، و اصنعا للاخرى، و كونا للظالم خصما و للمظلوم ناصرا، اعملا بما في كتاب اللّه و لا تأخذكما في اللّه لومة لائم.
ثمّ نظر إلى محمّد بن الحنفيّة فقال: هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال:
نعم، قال: فإنّي أوصيك بمثله، و أوصيك بتوقير أخويك لعظم حقّهما عليك، فلا توثق أمرا دونهما، ثمّ قال: أوصيكما به فإنّه شقيقكما (2) و ابن أبيكما و قد علمتما أنّ أبا كما كان يحبّه، و قال للحسن: أوصيك يا بني بتقوى اللّه، و إقام الصلاة لوقتها، و إيتاء الزكاة عند محلّها، فإنّه لا صلاة إلّا بطهور، و لا تقبل الصلاة ممّن منع الزكاة، و أوصيك بعفو الذنب، و كظم الغيظ، و صلة الرحم، و الحلم عن الجاهل، و التفقه في الدين، و التثبّت في الامور (3)، و التعاهد للقرآن، و حسن الجوار، و الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر، و اجتناب الفواحش، فلمّا حضرته الوفاة أوصى فكانت وصيّته (عليه السلام):
بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب، أوصى أنّه يشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمّدا عبده و رسوله، أرسله بالهدى
(1) الابتغاء بمعنى الطلب. و زوى عنه حقه: منعه إيّاه.