responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 227

بين الأقرع و عيينة

، فقال له أبو بكر: بأبي أنت و أمّي لست بشاعر؟ قال: و كيف قال؟

قال:

بين عيينة و الأقرع‌

، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) لأمير المؤمنين (عليه السلام): قم يا علي إليه فاقطع لسانه، قال: فقال العباس: فو اللّه لهذه الكلمة كانت أشدّ عليّ من يوم خثعم حين أتونا في ديارنا، فانطلق بي و إنّي لأودّ أن أخلص منه، فقلت: أ تقطع لساني؟ قال: إنّي ممض فيك قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فما زال حتّى أدخلني الخطائر (1) و قال: خذ ما بين أربع إلى مائة، فقلت: بأبي أنت و أمّي ما أكرمكم و أحلمكم و أعلمكم؟ فقال: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أعطاك أربعا و جعلك مع المهاجرين، فإن شئت فخذها و إن شئت فخذ المائة و كن مع أهل المائة، قال: قلت: أشر عليّ، قال: إنّي آمرك أن تأخذ ما أعطاك و ترضى، قلت:

فإنّي أفعل،

و لمّا قسم (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) غنائم حنين جاء رجل طوال أدم أحنى (2) بين عينيه أثر السجود، فسلّم و لم يخص رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ثمّ قال: قد رأيتك و ما صنعت في هذه الغنائم؟ فقال: و كيف رأيت؟ قال: لم أرك عدلت، فغضب رسول اللّه و قال: ويلك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟ فقال المسلمون: أ لا نقتله؟ فقال: دعوه فإنّه سيكون له أتباع يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يقتلهم اللّه على يدي أحبّ الخلق إليه من بعدي،

فقتله أمير المؤمنين فيمن قتل من الخوارج يوم النهروان.

فانظر إلى مفاخر أمير المؤمنين في هذه الغزاة و مناقبه، و جل بفكرك في بدائع فضله و عجائبه، و احكم فيها برأي صحيح الرأي صائبه، و اعجب من ثباته حين فرّ الشجاع على أعقابه، و لم ينظر في الأمر و عواقبه، و اعلم أنّه أحق بالصحبة حين لم ير مفارقة صاحبه، و تيقّن أنّه إذا حمّ الحمام لم ينتفع المرء بغير أهله و أقاربه، فإذا صحّ بذلك عندك بدلائله و بيّناته، و عرفته بشواهده و علاماته، فاقطع أنّ ثبات من ثبت من نتائج ثباته، و أنّهم كانوا أتباعا له في حروبه و مقاماته، و إنّ رجوع من رجع من هزيمته، فإنّما كان عند ما بان لهم من النصر و أماراته، و قتله ذلك الطاغية في أربعين من حماته، حتّى أذن اللّه بتفرقة ذلك الجمع و شتاته، و اقتسم المسلمون ما أفاءه اللّه عليهم من غنائم ذلك الجيش اللهام، و إصلاحه أمر العباس حين فهم عن رسول اللّه فحوى‌


(1) الخطيرة: الموضع الذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنم و الإبل و سائر الماشية يقيها البرد و الريح.

(2) الآدمة السمرة، و رجل أحنى الظهر و امرأة حيناء و حناء في ظهرها احديداب، و الطوال بالضم الطويل، فإذا فرط قيل طوّال شدد.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست