responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 228

الكلام، و ردّه بلطف توصله إلى الرضا بقسم النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فصحّ له باتباع رأيه الثبات على الإسلام، ثمّ كلام ذلك الشقي الذي اعترض على قسمة النبي و نطق الشيطان على لسانه، فسام نفسه في المرعى الوبيل الوبى، و حكم الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أنّه من جرز سيف الوصي، و نبّه بذلك على فضله، و أنّه على الصراط السوي، و أنّه على الحق و الحق معه إخبارا من اللّه العلي.

[غزوة الطائف‌]

و سار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إلى الطائف فحاصرها، و أنفذ أمير المؤمنين في خيل، و أمره أن يطأ ما وجد و يكسر كلّ صنم وجده، فسار و لقيته خيل من خثعم في جمع كثير، و برز إليه رجل منهم اسمه شهاب في وقت الصبح، فقال (عليه السلام):

إنّ على كلّ رئيس حقّا * * * أن يروى الصعدة أو تندقا (1)

و ضربه فقتله و هزم جمعه و كسر الأصنام، و عاد إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و هو على الطائف، فخلا به و ناجاه طويلا، قال جابر: فقال عمر بن الخطاب: أ تناجيه و تخلو به دوننا؟! فقال: يا عمر ما أنا انتجيته و لكنّ اللّه انتجاه، و خرج من حصن الطائف نافع بن غيلان في خيل من ثقيف، فلقيه أمير المؤمنين ببطن وجّ فقتله و انهزم المشركون و دخلهم الرعب فنزل منهم جماعة و أسلموا و كان حصار الطائف بضعة عشر يوما.

ثمّ كانت غزوة تبوك‌

فأمر اللّه رسوله بالخروج إليها بنفسه و أن يستنفر الناس للخروج إليها و أخبره أنّه لا يحتاج فيها إلى حرب، و لا يمنى فيها بقتال عدو، و أنّ الأمور تنقاد له بغير سيف، و تعبده بامتحان أصحابه بالخروج معه، و اختبار هم ليتميّزوا بذلك و كان الحرّ قويّا و قد أينعت ثمارهم (2) فأبطأ أكثرهم عن طاعته رغبة في العاجل، و حرصا على المعيشة و إصلاحها، و خوفا من القيظ و بعد المسافة و لقاء العدو و نهض بعضهم على استثقال النهوض، و تخلف آخرون، و استخلف علي (عليه السلام) في اهله و ولده و أزواجه و مهاجريه، و قال: يا علي إنّ المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك لأنّه خالف عليها في غيبته ممّن عساه يطمع فيها من مفسدي العرب، فاستظهر لها باستخلافه فيها، و إنّ المنافقين لمّا علموا


(1) و في بعض الكتب‌

«أن يخضب الصعدة أو تندقا»

الصعدة: القناة المستوية المستقيمة.

(2) أينع الثمر: أدرك و طاب.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست