هذا ما عثرنا عليه من مؤلفات جدّنا الأعلى (السيد الجزائرى) و تصنيفاته أسبغ اللّه عليه من رحماته، و أسكنه بحبوحة جناته، حيث تبلغ الى ثمانين كتابا و نيفا (لأن بعض كتبه يبلغ 12 مجلّدا.
فانظر الى بركة كثيرة في عمره القليل، حيث لم ينل منه الا اثنين و ستّين عاما فقط، أخرج منه خمسة عشر عاما زمان الصبا، فلم يبق الا 47 عاما، فألّف فيه أزيد من ثمانين كتابا نافعا و ساطعا، بين كتاب نحويّ و صرفيّ و أدبيّ مقبول عند الأدباء، و كتاب دينيّ و فقهىّ مرموق عند الفقهاء.
هذا- مع المصائب الواردة عليه متواترة، و القواطع المانعة عنه متكاثرة فكأنّ قلمه الشريف كان يجري على القرطاس دأبا، فينتج في كل فصل علما و أدبا، لا يزعزعه عن خدمة العلم ليل داج، و لا قلب شاج، و لا فقد السراج، و لا كدر المزاج، و لا قلة المال، و لا فراق العيال، فانه لا زال منهمكا في جريان يراعه في ميدانه، كفرس الرهان في جولانه، حتى فدى له نفسه و نفيسه، و ضحّى من أجله قريبه و أنيسه.