responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الأسرار في شرح الاستبصار نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 1  صفحه : 236

فجازاه اللّه تعالى أحسن جزاء المحسنين، ما لم يجاز به أحدا من العلماء العاملين، فأعطاه في دنياه قبل الآخرة، موهبة عظيمة فاخرة، و هي عبارة عن بقاء الفضل و علم الدين، في أولاده و نسله في كل فصل و حين، حتى مضت ثلاثة قرون عن وفاته الأليمة، لكنّ العلم لا يزال باقيا في ذريّته الكريمة.

(و لا يخفى) أنّ بقاء ذريّة طيّبة عقب وفاة الانسان، سعادة عظيمة من اللّه المنّان، و انما مثلها كمثل «زرع أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوىٰ عَلىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرّٰاعَ» أو «كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ وَ فَرْعُهٰا فِي السَّمٰاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا» فيغرسها في الأرض و يأكل ثمرها في السّماء، لأنه ورد في الخبر، عن سيد البشر (صلّى اللّه عليه و آله) أنه قال:

«خمسة في قبورهم و ثوابهم يجري الى ديوانهم: من غرس نخلا، و من حفر بئرا، و من بنى للّه مسجدا، و من كتب مصحفا، و من خلف ابنا صالحا» [1].

و قال النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) «مرّ عيسى بن مريم (عليهم السلام) بقبر يعذب صاحبه، ثمّ مرّ به من قابل فاذا هو ليس يعذّب، فقال: يا ربّ مررت بهذا القبر عام أوّل، فكان صاحبه يعذّب، ثمّ مررت به العام فاذا هو ليس يعذّب؟

فأوحى اللّه عزّ و جلّ اليه: يا روح اللّه! انه أدرك له ولد صالح، فأصلح طريقا، و آوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه» [2].

فانظر أيها النّاظر! بعينيك البصيرتين، الى هاتين الأثيرتين الخطيرتين، اللّتين تدلّان على نكتتين عظيمتين.

(النكتة الأولى) أنظر الى كرم اللّه عزّ و جلّ الوسيع، على عبده المطيع، حيث لم يحرمه من نواله، حتّى بعد ارتحاله، فكل ما يعمله هذا الولد الصالح العابد يرجع الى ذاك المؤمن الوالد، بدون أن ينقص من هذا الولد، ثواب ما كدّ و جدّ


[1] بحار الأنوار (ج 104/ 97)

[2] امالى الصدوق (ص 512)

نام کتاب : كشف الأسرار في شرح الاستبصار نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست