responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 414

فالصلة بين علم النفس وفلسفته كالصلة بين العلوم الطبيعية التجريبية وفلسفتها ؛ إذ تدرس علوم الطبيعة ظواهر الكهرباء المتنوّعة ، من تيارات ومجالات ، وجهد وحثّ كهربائيين ، وما إلى ذلك من قوانين الكهرباء الفيزيائية . وتدرس على هذا النحو ـ أيضاً ـ مختلف ظواهر المادّة والطاقة . وأمّا حقيقة الكهرباء ، وحقيقة المادّة أو الطاقة ، فهي من حقّ البحث الفلسفي . وكذلك الأمر في الحياة العقلية ؛ فإنّ البحث العلمي يتناول الظواهر النفسية التي تدخل في نطاق التجربة الذاتية أو الموضوعية ، ويوكل الحديث عن طبيعة الإدراك ، وحقيقة المحتوى الداخلي للعمليات العقلية ، إلى فلسفة النفس ، أو علم النفس الفلسفي .

وفي ضوء هذا نستطيع أن نميّز ـ دائماً ـ بين الجانب العلمي من المسألة ، والجانب الفلسفي . وفيما يلي مثلاًن لذلك من مواضيع البحث السيكولوجي :

الأوّل : الملكات العقلية ، التي يلتقي فيها الجانبان معاً . فالجانب الفلسفي يتمثّل في نظرية الملكات القائلة بتقسيم العقل الإنساني إلى قوى وملكات عديدة لألوان من النشاط ، كالانتباه ، والخيال ، والذاكرة ، والتفكير ، والإرادة ، وما إليها من سمات . فهذه الفكرة تدخل في النطاق الفلسفي لعلم النفس ، وليست فكرة علمية بالمعنى التجريبي للعلم ؛ لأنّ التجربة ـ سواء كانت ذاتية كالاستبطان ، أم موضوعية كالملاحظة العلمية لسلوك الغير الخارجي ـ ليس في إمكاناتها علمياً أن تكشف عن تعدّد الملكات أو وحدتها ؛ فإنّ كثرة القوى العقلية أو وحدتها لا تقعان في ضوء التجربة مهما كان لونها .

وأمّا الجانب العلمي من مسألة الملكات ، فيعني نظرية التدريب الشكلي في التربية ، التي تنصّ على أنّ الملكات العقلية يمكن تنميتها ـ ككلّ وبلا استثناء ـ بالتدريب في مادّة واحدة ، وفي نوع واحد من الحقائق . وقد أقرّ هذه النظرية عدّة من علماء النفس التربوي ، المؤمنين بنظرية الملكات التي كانت تسيطر على

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست