responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 413

الدرس والبحث .

أمّا علم النفس ، فهو يبدأ من النقطة التي تنتهي عندها الفيزيولوجيا ، فيتناول الحياة العقلية وما تزخر به من عمليات نفسية بالدرس والتمحيص . وله في دراساته العملية منهجان رئيسيان :

أحدهما : الاستبطان الذي يستعمله كثير من السيكولوجيين ، ويميّز بصورة خاصّة المدرسة الاستبطانية في علم النفس ؛ إذ اتّخذت التجربة الذاتية أداة لبحثها العلمي ، ونادت بالشعور موضوعاً لعلم النفس .

والمنهج الآخر : التجربة الموضوعية ، وهو المنهج الذي احتلّ أخيراً المركز الرئيسي في علم النفس التجريبي ، وأكّدت على أهمّيته ـ بصورة خاصّة ـ السلوكية التي اعتبرت التجربة الموضوعية مقوّماً أساسياً للعلم ، وزعمت لأجل ذلك : أنّ موضوع علم النفس هو السلوك الخارجي ؛ لأنّه وحده الذي يمكن أن تقع عليه التجربة الخارجية ، والملاحظة الموضوعية ... والحقائق التي يتناولها علم النفس هي الحقائق التي يتاح الكشف عنها بالاستبطان ، أو التجربة الخارجية .

وأمّا ما يقع خارج الحدود التجريبية من الحقائق ، فليس في إمكانات السيكولوجيا التجريبية أن تصدر حكمها في شيء من ذلك ، أي : إنّها تمتدّ ما امتدّ الحقل التجريبي ، وتنتهي بنهايته . وتبدأ ـ حينئذٍ ـ فلسفة علم النفس من النقطة التي انتهى إليها العلم التجريبي ، كما بدأت السيكولوجيا شوطها العلمي من حيث انتهت الفيزيولوجيا . والوظيفة الأساسية للفلسفة النفسية هي محاولة الكشف عن تلك الحقائق التي تقع خارج الحقل العلمي والتجريبي ؛ وذلك بأن تأخذ الفلسفة المسلّمات السيكولوجية التي يموّنها بها العلم التجريبي ، وتدرسها في ضوء القوانين الفلسفية العامة ، وعلى هدي تلك القوانين تُعطى للنتائج العلمية مفهومها الفلسفي ، ويُوضع للحياة العقلية تفسيرها الأعمق .

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست