responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل نویسنده : الإيجي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 507

حرم اللّه تعالى، و في مثل هذه الأيّام الشريفة، فلم تيأس من المغفرة؟ قال: يا هذا، إنّ ذنبي عظيم، فقلت: أعظم من جبال تهامة؟ قال: نعم، قلت: أعظم من الجبال الرواسي؟ قال: نعم، فإن شئت أخبرتك، فقلت: أخبرني، فقال: تخرج من الحرم؟

فخرجنا حتّى أتينا شعب أبي طالب، فقلت: حدّثني فقد كادت نفسي تذهب من هول ما تهدد، فقال: أنا أحد من كان في عسكر الشّقي المشئوم عمر بن سعد حين قاتل الحسين (عليه السلام)، و كنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس المكرّم إلى يزيد من الكوفة، فلمّا حملناه من طريق الشام، نزلنا على دير للنصارى، و كان الرأس معنا مركوزا على رمح، و معه الأحراس، فوضعنا الطعام و جلسنا لنأكل، فإذا بكفّ عن حائط الدير تراءى لنا مكتوب عليها، و قيل: كتبت على الجدار:

أ ترجو أمّة قتلت حسينا * * * شفاعة جدّه يوم الحساب‌

قال: فجزعنا من ذلك جزعا شديدا، و أهوى بعضنا إلى الكفّ ليأخذها، ففلتت، ثم عاد أصحابي إلى الطعام، فإذا الكفّ تراءى، فقام أصحابنا إليها، ففلتت، فامتنعت من الطعام و ما هنّأني أكله، ثم أشرف علينا راهب، فقال: من أين جئتم؟ قالوا: من العراق، حاربنا الحسين بن عليّ، فقال الراهب: ابن فاطمة الزهراء؟ قالوا: نعم، قال: ابن بنت نبيكم؟ قالوا: نعم، قال: تبّا لكم يا معشر القوم، و اللّه لو كان لعيسى (عليه السلام) ابن لحملناه على أحداقنا، و لكن لي إليكم حاجة، عندي عشرة ألف دينار ورثتها عن جدّي، أعطيكم و تعطوني الرأس يكون عندي الليلة، فقالوا: هات، فأعطاهم في جرابين، فنظر عمر بن سعد رئيسهم إلى الناقد و الوزّان، فنقدها و وزنها و وضعها ثانيا في الجراب، و أعطى الرأس إلى الراهب، فأخذ الرأس فغسّله و نظّفه و حشاه بمسك و كافور، و لفّه في حريرة و وضعه في حجره، و لم يزل يبكي و ينوح حتّى تنفّس الصباح، و طلبوا منه الرأس، فقال: يا رأس، و اللّه ما أملك إلّا نفسي، فإذا كان غدا فأشهد لي عند جدّك محمد (صلّى اللّه عليه و آله) أنّي أشهدك أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمدا عبده و رسوله، أسلمت ببركات النور الذي يسطع من قمّتك، و أنا مولاك، ثم قال للقوم: إنّي أحتاج أن أكلّم رئيسكم بكلمة، و أعطيكم الرأس، فدنا عمر بن سعد منه، فقال: سألتك باللّه عزّ و جلّ و بحقّ‌

نام کتاب : فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل نویسنده : الإيجي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 507
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست