responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 344

المسلمين، ولا تحمل على التقية.

ويناسب ما ذكرنا ـ من عدم تبلور مفهوم التقية ـ أن بسر بن أرطاة لما أغار على المدينة المنورة في أواخر عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذ أهلها بالبيعة لمعاوية قال لبني سلمة: "والله ما لكم عندي أمان حتى تأتوني بجابر بن عبد الله". فانطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال لها: "ماذا ترين؟ إن هذه بيعة ضلالة، وقد خشيت أن أقتل". قالت: "أرى أن تبايع، فإني قد أمرت ابني عمر وختني ابن زمعة أن يبايع..." فأتاه جابر فبايعه [1] .

وكذا ما ذكره المؤرخون من البيعة التي طلبها مسلم بن عقبة من أهل المدينة بعد واقعة الحرة. قال اليعقوبي: "ثم أخذ الناس على أن يبايعوا على أنهم عبيد يزيد بن معاوية، فكان الرجل من قريش يؤتى به، فيقال: بايع على أنك عبد قن ليزيد. فيقول: ل. فيضرب عنقه. فأتاه علي بن الحسين (عليه السلام) فقال: علام يريد يزيد أن أبايعك؟ قال: على أنك أخ وابن عم. فقال: وإن أردت ان أبايعك على أني عبد قن فعلت. فقال: ما أجشمك هذ. فلما أن رأى الناس إجابة علي بن الحسين (عليه السلام) قالوا: هذا ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بايعه على ما يريد، فبايعوه على ما أراد" [2] .

وقد منع (صلوات الله عليه) بذلك عملية القتل والإبادة الجماعية التي تعرضت لها الأمة المنكوبة، ونبّه لتشريع الله عز وجل التقية من أجل الحفاظ


[1] الكامل في التاريخ ج:3 ص:383 أحداث سنة أربعين من الهجرة: ذكر سرية بسر بن أبي أرطأة إلى الحجاز واليمن. تاريخ الطبري ج:4 ص:106 في أحداث سنة أربعين من الهجرة. الاستيعاب ج:1 ص:162 في ترجمة بسر بن أرطأة. البداية والنهاية ج:7 ص:356 أحداث سنة أربعين من الهجرة. شرح نهج البلاغة ج:2 ص:10. ونحوه في كتاب الثقات ج:2 ص:300، وتاريخ دمشق ج:10 ص:152ـ153 بسر بن أبي أرطأة، وتهذيب الكمال ج:4 ص:65 في ترجمة بسر بن أرطأة. وغيرها من المصادر الكثيرة.

[2] تاريخ اليعقوبي ج:2 ص:250ـ251 مقتل الحسين بن علي.

نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست