كما صرح غير واحد بالندم والأسف لاشتراكهم في المعركة وقيامهم بهذه الجريمة الكبرى، وشعورهم بالخزي والعار في الدني، وانتظارهم عظيم العقاب والنكال في الآخرة.
ندم عمر بن سعد وموقف الناس منه
فقد قام عمر بن سعد من عند ابن زياد يريد منزله إلى أهله، وهو يقول في طريقه: "ما رجع أحد بمثل ما رجعت. أطعت الفاسق ابن زياد، وعصيت الحاكم العدل، وقطعت القرابة الشريفة" [1] . وهجره الناس. وكان كلما مرّ على ملأ من الناس أعرضوا عنه. وكلما دخل المسجد خرج الناس منه، وكل من رآه قد سبه، فلزم بيته إلى أن قتل [2] .
ومرّ يوماً بمجلس بني نهد حين قتل الحسين (عليه السلام) فسلم، فلم يردوا عليه السلام، فلما جاز قال:
أتيت الذي لم يأت قبلي ابن حرة *** فنفسي ما أحرت وقومي أذلت [3]
وقال رضي بن منقذ العبدي الذي اشتبك مع برير بن خضير (رضي الله عنه) فصرعه برير، وأنعم عليه كعب بن جابر فاستنقذه بعد أن قتل بريراً:
ولو شاء ربي ما شهدت قتالهم *** ولا جعل النعماء عندي ابن جابر
[1] تذكرة الخواص ص:259. أنساب الأشراف ج:3 ص:414ـ415 مقتل الحسين بن علي (عليهم السلام) . الأخبار الطوال ص:260 نهاية الحسين.