responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح حكم نهج البلاغة نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 215

اعلم أنّ الفروع تابعة للأصول، فإذا كان الأصل معوجّا استحال أن يكون الفرع مستقيما، كما قال صاحب المثل: «و هل يستقيم الظلّ و العود أعوج» [1] ، فمن نصب نفسه للناس إماما، و لم يكن قد علّم نفسه ما [2] انتصب ليعلّمه الناس، كان مثل من نصب نفسه ليعلّم الناس الصياغة و النجارة، و هو لا يحسن أن يصوغ خاتما، و لا ينجر لوحا، و هذا نوع من السفه، بل السفه كلّه.

ثمّ قال عليه السلام: و ينبغي أن يكون تأديبه لهم بفعله و سيرته قبل تأديبه لهم بلسانه، و ذلك لأنّ الفعل أدلّ على حال الإنسان من القول، و الطباع لمشاهدة الأفعال أطوع و أسرع انفعالا منها للأقوال. و لهذا قال بعض الخلفاء: أنتم إلى إمام فعّال أحوج منكم إلى إمام قوّال (1) -.

ثمّ رغّب في تأديب النفس بكون مؤدّب نفسه أحقّ بالتعظيم و الإجلال من مؤدّب غيره، لأنّ من علّم نفسه محاسن الأخلاق أعظم قدرا ممّن تعاطى تعليم الناس ذلك و هو غير عامل بشي‌ء منه.

3085 *3274* 274-

من ترك قول «لا أدري» أصيبت مقاتله (2) -. [3] ترك هذا القول كناية عن القول بغير علم، و إصابة المقاتل كناية


[1] شرح ابن أبي الحديد 18-220.

[2] «ما» مفعول علّم. منه (ره)

[3] نهج البلاغة، الحكمة 85.

نام کتاب : شرح حكم نهج البلاغة نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست