و عصبا، فيقتلونه نقمة و غضبا، فيؤخذ الشيخ إربا، فيقوم به رجال خطباء، ثمّ يلي أمره الناصر، يخلط الرأي برأي الناكر، يظهر في الأرض الفساد، ثمّ يلي بعده ابنه، يأخذ جمعه و يقل حمده، و يأخذ المال و يأكله وحده، و يكنز المال لعقبه من بعده، ثمّ يلي من بعده عدّة الملوك، لا شك، الدّم فيهم مسفوك، و ذكر القصة [1].
70- حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر قال ثنا جعفر بن أحمد بن فارس قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا سلمة بن الفضل قال حدّثني محمد بن إسحاق. و ثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن إبراهيم القرشي قال ثنا سليمان بن عبد الرحمن بن بشير الشيباني عن محمد بن إسحاق قال حدّثني من أثق به من علمائنا عمّن حدّثه من أهل اليمن.
أن ملكا من لخم من أهل الملك الأول قبل حسان ذي نواس يقال له «ربيعة بن نصر» رأى رؤيا فظع بها حين رآها، و هالته، و أنكرها، فبعث إلى الحزأة [2] من أهل الأرض، من كان في مملكته من الكهّان و المنجّمين و العرّاف و قال لهم: قد رأيت رؤيا فظعت بها و هالتني، فأخبروني عنها، قالوا: أيها الملك أقصصها علينا نخبرك بتأويلها، قال:
إني إن أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم [3]، فقال رجل منهم: إن كان الملك يريد هذا فليبعث إلى «سطيح» و «شقّ» فإنّهما يخبران عما أراد من ذلك، فهما أعلم من نراه، و كان «سطيح» رجلا من غسّان و كان «شقّ» من بجيلة.
(ح/ 70) أخرجه ابن عساكر من طريق ابن إسحق عن بعض أهل الرواية. و ذكره ابن إسحق في السيرة- ر: سيرة ابن هشام 1/ 15 و الخصائص 1/ 87.