الدول المستعمرة لشيء من الممالك الإسلامية ، وإرجاع حكم الإسلام إليها ، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، وعجزهم الآن عن ذلك لا يسقط عنهم وجوب توطين أنفسهم عليه ، وإعداد ما يمكن من النظام والعدّة له ، وانتظار الفرص للوثوب والعمل ) .
وهذا الرأي يوافق القاعدة التي وضعها أحد وزراء الإنجليز ؛ للتنازع بين المسلمين والنصارى في الغلب والسلطان ، وهي : ( ما أخذ الصليب من الهلال لا يجوز أن يرجع إلى الهلال ، وما أخذ الهلال من الصليب يجب أن يعود إلى الصليب ) ؛ وعلى هذا يجري اليهود الذين يطالبون بإعادة ملك إسرائيل إلى بلاد فلسطين ، بل هم لا يكتفون بإعادة الملك ، بل يطلبون جَعل المِلْك ( بكسر الميم ) وسيلة له ، فهم يحاولون سلب رقبة الأرض من أهلها العرب بمساعدة الإنجليز ) [1] .
الأساس الدَعَوي :
والأساس الثاني لتقسيم العالم في الفقه هو الأساس الدَعَوي ؛ وعلى هذا الأساس كل بلد امتدَّت إليه الدّعوة ، وأصبح الناس فيها بحجم كبير ـ ولو لم يكن بحجم الأكثريّة ـ يمارسون فيها شعائر دينهم ، فهو ( دار الإسلام ) ، بشرط ألاّ تكون الدعوة مستهلكة كإنكلترا ، أو فرنسا ، وأمريكا ، وكندا ، فإنّ الدعوة قد امتدّت إلى هذه البلاد من دون شكٍّ ، ولكنَّ الدّعوة غير بارزة في هذه