فعلى الأساس الأوّل ، كل منطقة تخضع لسيادة الإسلام سياسياً وإدارياً ، وتجري فيها الأحكام والحدود الشرعية ، وتجري فيها الشعائر الإسلامية هي ( دار الإسلام ) .
و( دار الحرب ) أو ( دار الكفر ) ، هي كل منطقة تخضع لسيادة الكفر ، ويحكمها الكفر ، وإن كانت من قبل داراً للإسلام ، وذلك مثل فلسطين .
و( دار العهد ) هي التي تخضع لسيادة الكفر ، إلاّ أنّ المسلمين يحترمون هذه السيادة ؛ نظراً للعهود والاتفاقيّات المبرمة بين المسلمين وبين الأنظمة الحاكمة على هذه المناطق .
والفرق بين ( دار العهد ) و( دار الكفر ) هو : أنَّ سيادة دار العهد سيادة محترمة ، بخلاف سيادة دار الكفر ، فإنَّها سيادة غير محترمة .
وهذا هو الأساس الأوّل للتقسيم الثلاثي للعالم ، وهو الأساس السياسي .
يقول الشيخ محمد عبده في تعريف ( دار الإسلام ) ـ كما ورد في تفسير ( المنار ) ـ : ( كل ما دخل من البلاد في محيط سلطان الإسلام ونفذِّت فيها أحكامه وأُقيمت ، قد صار من دار الإسلام ، ووجب على المسلمين عند الاعتداء عليه أن يدافعوا عنه وجوباً عينيّاً ، وكانوا كلّهم آثمين بتركه .
وإنَّ استيلاء الأجانب عليه لا يرفع عنهم وجوب القتال لاسترداده وإن طال الزمان ، فعلى هذا الرأي يجب على مسلمي الأرض إزالة سلطان جميع