فإذا زالت أسباب ( الإعاقة ) هذه من حياة الناس ، ولم يَحُلْ أحد بين الناس وبين الله تعالى ، أقبل الناس على الله ، كما أقبلوا عليه في الجزيرة العربية في السنوات الأخيرة من حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً )[1] ، أرأيت السدَّ عندما يتهشَّم كيف تتدفَّق المياه ، كذلك ( سدُّ الفتنة ) عندما يزول يتدفّق الناس أفواجاً إلى دين الله ؛ وعندئذٍ يكون الدين كلُّه لله ، من غير حرب ولا قتال .
وذلك هو قوله تعالى : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ، فإنّ الفتنة والإعاقة لن تزول إلاَّ بالقتال ، فإذا زالت لن يحتاج حملة الدعوة إلى قتال وحرب ليُقْبِل الناس على الله والدين ، وإنَّما يُقبل الناس على الدين بمحض إرادتهم من دون قتال ، ويكون الدين كلّه لله .
فالقتال لا يكون إلاّ لإزالة الفتنة وأسباب الإعاقة عن طريق الدعوة إلى الله . هذه هي النظرية ، وتحتاج هذه النظرية إلى بسط في الكلام ، وتوضيح واستدلال لا يسعه المقام .
البُعد الواقعي والموضوعي في أحكام هذا الدين :
وتفسير آيات القتال على أساس الدفاع ، والتنظير للدفاع من خلال هذه الآيات ، لا يستقيم والفهم السليم لآيات كتاب لله ، وإنَّ العوامل السياسية