والإعلامية الضاغطة قد تؤدِّي بالمنظِّرين والمفكّرين المعاصرين ، إلى تفسير النصوص الإسلامية على غير وجهها ، وهذه الخلفيّة الضاغطة ، واضحة في هذه التنظيرات ، التي تُحاول أن تعكس صورة وديعة للإسلام تتقبَّلها الذهنيّة الغربيّة .
ومن هذا المنطلق تفسَّر التشريعات والنصوص الواردة في أمر الجهاد والقتال بالدفاع ، ويعتقد أصحاب هذه النظرية أنَّ الإسلام يتمكَّن من فتح معاقل الكفر على وجه الأرض بالتوعية ، والإنذار ، والتبشير ، والموعظة فقط ، وهذا رأي غير واقعي ، ولو كان حَمَلة الإسلام يقتصرون على عامل التوعية والإنذار والتبشير ، لم يتيسّر لهم يومئذٍ فتح معاقل فارس ، والروم ، ومصر ، وأفريقيا . ولا يعني هذا الكلام الانتقاص من قيمة التوعية ، والإنذار ، والتبشير ، وإنَّما نُحبُّ أن نأخذ الواقع الإنساني والسياسي بكل أبعاده ، في حساب الدعوة إلى الله .
وبهذه النظرة الواقعية ، لا يمكن أن نفسِّر حركة هذا الدين الواسعة في حياة الإنسان ، بعامل التوعية والإنذار والتبشير فقط ، من دون أن نأخذ بنظر الاعتبار حالة الجهاد والقتال في تقدُّم الإسلام وتوسُّعه .
رؤية أهل البيت إلى الفتوحات العسكرية صدر الإسلام :
ورغم أنَّ الفتوحات العسكرية بعد عصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت أحداثاً ضخمة وكبيرة في تاريخ هذا الدين ، رغم ذلك لا نجد إشارة إلى رفض هذه