على ما في الأخبار و التواريخ [1] بالانعزال عن الناس حينما أراد اللَّه تعالى تكوّن امّ الأئمّة النجباء فاطمة الزهراء سلام اللَّه عليها و على أبيها و بعلها و ذُرّيّتها المعصومين حتّى عن خديجة (عليها السلام) [2] لِئلّا يسمع كلامهم، و لا يقع نظره الشريف عليهم، و ترك معاشرتهم، مع أنّ أخلاق الناس لم تؤثّر في نفسه الشريفة (صلى الله عليه و آله و سلم) و جيء- ليلة امر فيها بأن يأتي خديجة- بفواكه الجنّة [3]؛ ليكون مبدأ خِلقتها من ثمار الجنّة، لا من طعام الدّنيا؛ لأنّها ام الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) و ليس ذلك كلّه إلّا لما ذكرناه.
بل السرّ في الأحكام و الآداب الواردة في النكاح- من الواجبات و المحرّمات و المندوبات و المكروهات، كاختيار العفيفة العاقلة الجميلة الكريمة الأصل [4]، و تعيين أوقات الوقاع [5]، و النهي عنه في أوقات مخصوصة [6]، و الأمر بتناول الحامل أغذية مخصوصة [7]، و النهي عن بعضها [8]، و آداب المرضعة و آداب المجالسة [9]- هو أنّ ذلك كلّه مُؤثّر في طِباع الولد و دخيل في السعادة و الشقاوة.