responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنقيح الأصول نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 1  صفحه : 238

و مع ذلك كلّه لا يُنافي ذلك صحّة العقوبة و المثوبة على الأفعال الصادرة من المكلّفين اختياراً، مع وجود أركان موضوعهما و شرائطه المتقدّمة؛ لأنّ الامور المذكورة ليست علّة تامّة لصدور الفعل عنهم لا بالاختيار، فإنّ الشقي إنّما يفعل القبيح مع العلم و الشعور و الإرادة و الاختيار، و هو قادر على تركه، و كذلك المطيع إنّما يطيع مع العلم و الشعور و الإرادة و الاختيار، فيصحّ عقوبة الأوّل و مثوبة الثاني، كما هو كذلك في الموالي العرفيّة بالنسبة إلى عبيدهم، فالمناط لصحّة العقاب و الثواب هو صدور الفعل عن علم و شعور و اختيار، لا سوء السريرة أو حسنها، و لعلّ قوله (عليه السلام):

(الناس معادن كمعادن الذهب و الفضّة)

[1] إشارة إلى ما فصّلناه من اختلاف أفراد الناس بحسب السعادة و الشقاوة و الملكات الحميدة و غيرها و الأخلاق الفاضلة و غيرها، التي لا تُنافي الاختيار، و كذلك قوله (عليه السلام):

(الشقي من شَقِيَ في بطن امّه و السعيد من سَعِدَ في بطن امّه)

[2]، و لا إشكال فيه.

خاتمة

هي إنّ الإنسان بجميع أفراده يُحبّ الكمال، و يبغض النقص‌ «فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها» [3]، لكن هذه الفطرة مستورة بالحجُب الظلمانيّة و الآمال الدنيويّة، و لذلك بعث اللَّه تعالى الأنبياء لتذكيرهم و تنبيههم عن غفلتهم و هدايتهم و إرشادهم إلى صراط اللَّه و إلى ما هو كمال لهم.

و السرّ في وجوب الصلوات الخمس و غيرها من العبادات: هو أنّها أسباب‌


[1]- تقدّم تخريجه.

[2]- تقدّم تخريجه.

[3]- الروم (30): 30.

نام کتاب : تنقيح الأصول نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست