على نحو جريها على غيره تعالى يُنافي المذهب الحقّ المنصور من عينيّة الذات مع الصفات، و أنّه لا بدّ فيه من تغاير المبدأ مع الذات مفهوماً [1].
و ما تفصّى به في «الفصول» عن الإشكال بالالتزام بالتجوّز [2] أيضاً غير سديد مخالف للوجدان؛ لأنّه ليس في قولنا: «اللَّه تعالى عالم» عنايةً و ادّعاءً، و لا شبهة في أنّه بنحو الحقيقة، كما في «زيد عالم».
و يمكن دفع الإشكال بوجوه:
الأوّل: أنّه تقدّم غير مرّة: أنّ ملاك صحّة الحمل هو اتّحاد الموضوع و المحمول إمّا حقيقةً أو اعتباراً، و أنّ مفهوم المشتقّ بسيط قابل للانحلال مفهوماً، لا مصداقاً و حقيقةً، فمفهوم العالم و القادر بسيط- يعبّر عنه في الفارسيّة ب «دانا و توانا»- ينحلّ في عالم المفهوميّة إلى الذات و الحدث، لا في الوجود الخارجي.
و بعبارة اخرى: ليس مفهوم العالم إلّا المُعنون، و لم يعتبر في مفهومه عينيّة الذات للحدث أو تغايرهما، إلّا أنّ البرهان القاطع قائم على اتّحادهما في اللَّه تعالى و عروض الحدث على الذات في قولنا: «زيد عالم».
الثاني من الوجوه: أنّه ليس معنى عينيّة الذات مع الصفات فيه تعالى نيابة الذات عن الصفات- كما هو مذهب المعتزلة [3]- و لا أنّ العلم و القدرة و اللَّه تعالى من الألفاظ المترادفة، و أنّ العلم عين القدرة، و القدرة عين الذات، كما قد يتوهّم [4]؛ لاستلزامه الإلحاد في صفاته تعالى و أسمائه؛ لأنّ مرجعه إلى فقدان الصفات لا وجدانها، بل التعبير بأنّه علم أو قدرة ممّا يتنافر عنه عرفاً، و كذلك لو قيل: القدرة علم.